كان الفقيد الشيخ ولد خطاري خريجا من قسم الرياضيات و بعدها تخصص في التجارة الدولية من فرنسا و مع هذا كان اول من سجن للمطالبة بالتعريب في سنة 1966.
أدرك مبكرا ضرورة التعريب لتعميم التعليم على مستويات جماهرية و هو ماظهرت صحته و تتبناه اليوم كل المراكز العلمية المتخصصة.
لم تكن تلك النقطة الوحيدة التي أدركها مبكرا بل تجاوزها الى ايمانه المطلق بضرورة الديمقراطية و حرية المبادرة الإقتصادية.
يتذكر الكثيرون ممن عرفوه حديثه الدائم عن فشل التجرلة الشيوعية و حتمية انهيارها في الوقت الذي كان جل المثقفين منبهرا بالحملات الدعائية التي تصور المعسكر الشرقي كنموذج للنجاح.
سبق الفقيد زمنه و قدم نموذجا نادرا للإيمان بقيم الحرية فأختار و هو الرجل البالغ الثراء التعبير عن رأيه بكل شجاعة و قارع الأنظمة العسكرية ضاربا عرض الحائط بالمال و السلامة فخبر السجون و المعتقلات و تعرض لتفقير ممنهج عبر عقود من الزمان.
من قصصه الشهيرة أنه في إحدى مرات إستدعي من طرف أحد الرؤساء العسكرين و الذي كانت تجمعه به معرفة شخصية و ساله :
سمعت أنك تتهجم علينا في الصالونات.
فأجابه : غرفة النوم تشغلها السيدة و المطبخ ليس مكانا للحديث عن السياسة ، حقيقة لم أجد أفضل الصالون.
لم يكن الفقيد يتراجع عن كلمة حق ولا يهاب مستبدا مهما بلغ بطشه فقد جمع مع معرفة و بلاغة الحسنيين إقدام و شجاعة أخواله من أولاد اللب.
رحل الشيخ ليترك حزنا في قلوب كل من عرفوه و لا عزاء لأحبته و رفاق دربه في تكتل القوى الديمقراطية سوى العهد على السير على دربه النير و التمسك بالمبادئ التي بذل من أجلها ماله وعمره.
فحزنا عليك بحبس النفوس ........على نهجك النير المهيع
نقلا من صفحة عبد الرحمن ودادي