هروبا من المصاعب التي تواجه استكمال المأمورية الثانية بدأت أوساط محسوبة على الموالاة طرح احتمال المأمورية الثالثة متذرعة بأن معيقاتها الشخصية والمؤسسية تتساقط واحدة تلو الأخرى.
الظاهر أن هذه الأوساط البارعة فى حبك المكايد تتلاعب بميزاج الرئيس وتتقول بما تظن أنه لا يزعجه ويصادف هوى فى محيطه الخاص .. لكن كل الرسائل اللفظية والمضمرة التي ترسلها هذه الأوساط باتت مشوهة وباتت مضارها أكثر من منافعها .. فمن الموالين من يعتبرها محاولة لدفع الرئيس المغادر دستوريا لإعطاء إشارات بشأن خلفه أو بشأن من سيدعمه ، ومنهم من يعتبرها أقصر طرق تأزيم الوضع المتأزم أصلا ، ومنهم من يعتبرها خلطا للأوراق فى مرحلة صعبة للغاية.
الواقع أن موضوع المأمورية الثالثة محسوم دستوريا ومحسوم على أكثر من صعيد فهي مرفوضة حتى من الرئيس نفسه الذي أعلن أكثر من مرة بأنه سيحترم الدستور وسيقتصر على مأموريتين ، فمن كان مواليا حقا فعليه أن يواكب خروج الرئيس من بوابة التناوب والتداول السلمي للسلطة .. ومن كان معارضا فعليه أن يكون مسهلا لا مشوشا ، إذا لا معنى لديمقراطية لا تضمن تداول السلطة ولا بقاء لبلد تلدغ نخبه من نفس الجحر مرات عديدة.
لقد أدى الرئيس مأمورياته وعليه أن يفسح المجال لغيره أيا كان فتلك سنة الديمقراطية وسنة الحياة وذلك هو المنطق السليم والمسار الذي يخدم مصلحة الوطن ، ولموريتانيا أبناء أكفاء مخلصون وشرفاء تؤهلهم مؤهلاتهم وخبراتهم وخياراتهم لموريتانيا لتحمل الأمانة والإبحار بسفينة البلاد نحو حكامة أفضل.
أما المرجفون فى المدنية فسيزرعون الشكوك فى كل الاتجاه ولا يستغرب منهم ذلك فمنهم من دعا تزلفا خلال الحوار الأخير لإقامة مملكة فى البلاد السائبة التي يسعد من تركها وشأنها قبل أن تتركه.
محمد سالم ولد الدويهي