كتب إيغور سوبوتين، في صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا”، مقالا تحدث فيه عن نتائج مقاطعة قطر؛ مشيرا إلى أن دول الخليج تبحث عن رسول هدنة.
جاء في مقال سوبوتين:
يحاول اللاعبون الدوليون تسوية الأزمة حول قطر عبر الوساطة. فبعد المقاطعة الدبلوماسية، توجه أمير الكويت صباح الأحمد الصباح إلى الرياض للتوسط في تسوية الأزمة. كما أن تركيا أجرت مشاورات مع الأطراف المعنية ومع روسيا.
وقد صرح وزير خارجية قطر محمد بن عبدالرحمن آل ثاني لقناة الجزيرة بأن أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني أجل لبعض الوقت توجيه نداء إلى الشعب بناء على طلب أمير الكويت.
كما أن تركيا أعربت عن رغبتها في تسوية الأزمة. فقد أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتصالات هاتفية مع قادة قطر والكويت والسعودية ومع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولا سيما أن هناك أسبابا جدية تثير قلق أنقرة، حيث أن شركات البناء التركية العملاقة مرتبطة بسوق قطر.
وعلاوة على ذلك، أوضح مصدر تركي مطلع لصحيفة “Al-Monitor” أن أنقرة تعتقد بوجود علاقة بين عزل الرئيس المصري محمد مرسي عام 2013 وما يجري حيال قطر حاليا: “ينظر الأتراك إلى ما يجري كجزء من اتفاق نظمته إسرائيل والولايات المتحدة ضد “الإخوان المسلمين” وحلفائهم”.
والشيء المثير هو أن إيران، التي أصبحت اتصالاتها ذريعة لاتهام قطر، بدأت تكثف من نشاطها الدبلوماسي على خلفية هذه الأزمة. فقد أجرى وزير خارجيتها محمد ظريف اتصالا هاتفيا مع نظيره القطري دعاه فيه إلى الحوار.
وفي هذا الصدد، قال رئيس قسم دراسات نزاعات الشرق الأوسط وقوات المنطقة المسلحة في معهد التنمية الابتكارية أنطون مارداسوف للصحيفة إن “الدعوة الإيرانية إلى تسوية المسألة تبدو في هذه الأوضاع كاستفزاز للاعبين الآخرين. وهنا لا أعتقد بوجود حاجة إلى مفاوضين بمعنى الكلمة، لأن الأطراف المعنية تستطيع تسوية جميع المشكلات”.
وبحسب قوله، فإن هذا التصعيد في العلاقات بين دول الخليج أمر منطقي؛ لأن “فترات التعاون ستحل محلها فترات من الاحتكاك مرتبطة بالطموحات السياسية للاعبين، ولكن أوضاع المنطقة عموما ستبقى مستقرة. والآن ببساطة يريدون تأنيب قطر”. ويرى مارداسوف أن سبب الضغط على قطر هو صراعها من أجل الزعامة في المنطقة.
أما روسيا فتمتنع عن التدخل المباشر في هذه الأزمة. فقد قال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحافيين: “نحن نثمن علاقاتنا مع دول الخليج وننوي تطويرها. وبالطبع نحن ندعو إلى تسوية جميع المسائل وسوء الفهم والخلافات في سياق الحوار السياسي–الدبلوماسي”.
بيد أنه سيكون من الصعب على الجانب الأمريكي انتهاج سياسة محايدة رغم التصريحات الحذرة لوزارة الخارجية. فقد كتب ترامب في شبكة تويتر معترفا: “خلال جولتي في الشرق الأوسط اعلنت أنه يجب الكف عن تمويل الإيديولوجيا المتطرفة. وقد أشار الزعماء إلى قطر. وقد يكون هذا بداية النهاية لأهوال الإرهاب”.
هذا، وإن قطر تحصد ثمار المقاطعة الدبلوماسية من الناحيتين الاقتصادية والسياسية وكذلك من سمعتها. فوسائل الإعلام الغربية تنشر حقائق تدل على علاقات قطر بالإرهاب، حيث تشير فايننشال تايمز البريطانية إلى مليار دولار دفعته قطر إلى المجموعات المرتبطة بحركة “القاعدة” في سوريا مقابل الإفراج عن أفراد من العائلة الحاكمة اختُطفوا في جنوب العراق. كما أن النقاش يدور حاليا حول ما إذا كانت قطر ستستضيف بطولة العالم بكرة القدم عام 2022. (روسيا اليوم)