موريتانيا نهجت سياسة مستقلة عن المغرب والجزائر وفرنسا… وسقطت في مشاريع السعودية
حسين مجدوبي - مدريد – «القدس العربي»
تحاول موريتانيا منذ سنوات نهج سياسة مستقلة عن باقي دول المغربي العربي وفرنسا في الكثير من القضايا بهدف تأكيد استقلالية قرارها الخارجي، لكنها بدأت تدريجياً تنخرط في مشاريع العربية السعودية وخاصة منذ احتضانها القمة العربية السنة الماضية.
ويحاول رئيس موريتانيا محمد ولد عبد العزيز الابتعاد عن سياسة المغرب العربي، فقد صرح في أكثر من مناسبة بأن هذا الاتحاد لم يعد ذا جدوى، الأمر الذي دفعه الى التقليل من العلاقات مع دولة رئيسية لموريتانيا وهي المغرب وإعادة تحديد توابث السياسة تجاه الجزائر في أفق تأكيد الاستقلالية. وهذه الاستقلالية هي التي توضح المشاكل التي وقعت لموريتانيا مع جارتيها الجزائر والمغرب خلال الثلاث سنوات الأخيرة.
وفي الوقت ذاته، تعيد النظر في علاقاتها مع فرنسا من خلال تطوير العلاقات مع اسبانيا وباقي الدول الأوروبية مثل المانيا، ولكنها لم تنجح كثيراً بحكم أن اقتصادها محدود وليس مغرياً لدول مثل بريطانيا وألمانيا.
وتبرر الدبلوماسية الموريتانية كل الخطوات التي تقوم بها بعمقها الافريقي، لهذا، فقد ترأس الرئيس الموريتاني الاتحاد الافريقي منذ سنتين، في الوقت ذاته، قامت نواكشوط بتأسيس اتحاد دول الساحل المكون من موريتانيا وتشاد والنيجر وبوركينافاسو وموالي. واعتبرت هذه الخطوات تتوجياً لسياستها الافريقية وكونها تحولت الى لاعب رئيسي في القارة الافريقية وخاصة في جهتها الشمالية الغربية.
لكن المفاجأة كانت هو بدء انخراط موريتانيا في مشاريع السعودية دبلوماسياً وعسكرياً بشكل تدريجي تدريجيا ومنها حرب اليمن ثم المواقف من إيران وأخيراً الموقف المثير تجاه قطر بعدما أعلنت الإمارات والسعودية والبحرين ومصر مقاطعة قطر. وكان بيان موريتانيا شديد اللهجة ضد قطر والمنحاز للسعودية وأعلنت قطع العلاقات مع الدوحة.
وتنخرط موريتانيا في المشروع السعودي – الإماراتي سواء تعلق بقطر أو قضايا أخرى رغم البعد الجغرافي ورغم نوعية النظام القائم. فمن جهة، لا تحظى بأي ميزة في مجلس التعاون الخليجي، ولم يتم استدعاء هذا البلد للانضمام إليه رغم أن الدعوة جرى توجيهها الى جارته الشمالية المغرب للانضمام الى المجلس.
ومن جهة أخرى، بادرت موريتانيا الى اتخاذ هذا الموقف علماً أنها دولة جمهورية بينما دول ملكية مثل سلطنة عمان والكويت والأردن وأساسًا المغرب الواقع في المغرب العربي تحفظت وفضلت الحياد على الأقل.