حين تعبث الرياح بالطحين يستحيل أن يعود كما كان سيما إذا كانت ريحا عبرت كل المطبات الجوية الفاصلة بين المحيط والخليج محملة بغبار عواصف الحزم والأمل وما سينجم عنها من عواصف بات هبوبها مؤكدا.
قطعت موريتانيا علاقاتها مع قطر ذات مساء رمضاني والعلاقات الأخوية تبنى لبنة لبنة وتنضج على نار ود هادئة ويغار عليها من الشوائب الدخيلة لكنها حين تقطع ينهار كل شيء دفعة واحدة وتصبح استعادتها وترميمها أمرا فى غاية الصعوبة رغم أنه حتمي فى مثل هذه الحالات إن عاجلا أو آجلا.
المستغرب هو تجاهل كل الأطراف لخط الرجعة فالصحافة المحسوبة على قطر بالغت مبالغة غير مبررة فى السخرية من موريتانيا وبعض الموريتانيين السذج أقحموا الموضوع من أصله فى إطار تجاذبات الموالاة والمعارضة المقيتة .. ومنهم من تساءل عما قدمت قطر لموريتانيا!!! ولكنه لم يتساءل عما قدمت موريتانيا بدورها لقطر!!! وهو الشق الثاني من السؤال لكي يكون موضوعيا.
نسأل الله أن يعصم موريتانيا من كشف المستور فما خفي أعظم والمياه الجارية تحت جسور الدوحة قد تصب فى احتواء مفاجئ للأزمة وتستيقظ موريتانيا وهي البلد المغاربي النائي على واقع خليجي جديد لم تؤخذ كل حيثياته فى الحسبان ساعة قطع العلاقات ، فهل يعمل الأشقاء الذين ساندتهم موريتانيا على إشراكها فى مسارات الحل؟
وما ذا ستعمل موريتانيا لكي تكون شريكا أخويا فى لحظة الانفراج؟ وما ذا بعد؟
احمد ولد أعمر [email protected]