الديبلوماسية فن التواصل .. فن إدارة الأمور التشاركية بأسلوب ناعم فى مظهره صارم فى جوهره .. هي فن تحقيق الممكن .. فن التوقع وبناء العلاقات ورعايتها .. فن إدارة الصراعات وتسيير الأزمات .. هي فن التوقع والتدبر والقياس والمعاملة بالمثل والاجتهاد .. فن التغريد داخل السرب وحوله وخارجه أحيانا.
أهداف الديبلوماسية دائما هي تحقيق المصالح فلا عواطف لدى الدول بل لديها مصالح بعضها ثابت وبعضها متغير وحيث كانت المصالح تتموقع المواقف.
فى زمن العولمة الموار تحتاج الدول المخترقة أصلا فى خصوصياتها إلى روية وتبصر وإلى الكثير من الحكمة والتريث وتحتاج إلى توظيف ملاكات فكرية وفنية من مختلف التخصصات لجمع المعلومات المحينة التي تبنى عليها القرارات .. من يملك المعلومات الصحيحة يؤهل أكثر من غيره لاتخاذ القرار الديبلوماسي الصائب .. القرارات ليست أوامر ولا تعليمات هي شيء أعمق وأهم وأكثر تعقيدا لما ينجر عنها من مخلفات جانبية ولما تمسه من مصالح وتخدشه من حساسيات.
هذه هي مرتكزات ديبلوماسية العقل المنتجهة من الدول التي تحترم نفسها عبر العالم .. أما ديبلوماسية الجيب فمجالها بورصة شراء المواقف والذمم مقابل مبالغ زهيدة ما تلبث أن تتبخر .. ديبلوماسية الجيوب مشخصنة موسومة وما ينجر عنها من مصالح يجنيه الأفراد لا الدول وهي فساد وإفساد.
الديبلوماسية الجادة الواعية تنفع الناس وتمكث فى الأرض أما ديبلوماسية الجيوب فتذهب جفاء كسراب تعبث به عواصف الزمن الرديء فى كل اتجاه.
أحمدو ولد أعمر