عزيزنا فوزي كن على ثقة أنك غال على كل الموريتانيين وأن لغتك وصوتك يشكلان ملح وتوابل قناة الجزيرة إن لم نقل الإعلام العربي ككل.
لقد تمكنت من اجتراح طريقك الخاص في كتابة التقارير الإخبارية وصبغتها بحنجرتك النيلية الساحرة .. ومن أكثر ما حبب الموريتانيين فيك أنك تغرف في صورك البلاغية من لغة القرآن وهي اللغة التي رضعناها نحن في محاظرنا ورضعتها انت في الخلاوي والزوايا . . كما رضعها ولد الشيخ أحمد أبا عن جد .. وما التلعثم في القرآن إلا دليل طول المعاناة مع متشابهه ... شيئ لا شك أنك تدركه ...
ثم التقينا ذات موسم حج على شاطئ البحر الأحمر .. نحن قادمون من البوابة الغربية وفي صدورنا إكسير الحياة ..وانتم ممسكون بقرن إفريقيا علما ودراية ..كي لا تميل الكفة ولا ينساب الرحيق زبدا ... التقينا فتبادلنا التحايا نثرا وشعرا ..
وكان أهلك بثغورهم الباسمة يفتحون الأحضان للشناقيط والمذهب المالكي .. وفي لحظات الألفة تلك كنا نتبادل الملحفة واللثام والسلم الموسيقى الخماسي....
فوزي .. بدون تكليف ..
انت ابن شنقيط مثلما كان آب ولد اخطور والشريف التيشيتي ومحمد صالح الشنقيطي أبناء السودان...
انت ابننا بنوة الطيب صالح لنا ...
نحبك حب عبد الله الطيب المجذوب لنا . وحبنا نحن له وللهادي آدم ولسيد خليفة...
ازيكم . كيفنكم....
عندما انتبهنا للحن البسيط في تقريركم فلأننا أبناء جلدة واحدة سبق وأن قال فصحاؤها (ألحن من قارئ ) ... ولأننا تعودنا منك التحليق باللغة والبلاغة والاعجاز إلى مناط الثريا ...
اللحن شنشنة آدمية ... وليست معرة لأمثالك من سدنة الحرف .. وسحرة الكلمة ..
فوزي ...
لقد أعجبتني كلماتك الأخيرة عن الموريتانيين واللغة وأعجبني أكثر أنك اخترت الغمز في قناتنا وقناة كل العرب من حيث يحلو الغمز ... من رؤسائنا ومجازرهم اللغوية المشهودة.. .
رئيسنا لم يكن تكوينه أصلا باللغة العربية ومع ذلك ليس أسوأ القادة العرب اليوم من حيث النطق والتعبير ... مشكلة رئيسنا غالبا مشكلة نحوية وهذه لا يسلم منها المتخصصون أحيانا.. . بينما مشكلة أغلبهم مشكلة نطقية ترقى إلى أنطولوجيا اللغة نفسها.
عزيزنا فوزي :
طب نفسا .. انت قامة عربية نفخر بها جميعا .. وننتظرها من حين لآخر.
صوتك المجلجل .. صوتنا الذي يذكرنا بأننا أمة البيان والتبيين..
اللغة لغتك ... لغتنا ... وصوتك سمفونية تعزف الأمل وتمنحنا القوة في زمن الإحباط العربي المقيت ...
دمت يا ود بشرى .. يا ولد بشرى...
نقلا عن صحفة الدكتور الشيخ سيدي عبد الله على الفيسبوك