لم يمكن استقبال الرئيس محمد ولد عبد العزيز صباح الثلاثاء 13 يونيو 2017 لوفد شركة BP و بقيادة بوب دودلي الرئيس المدير العام للشركة وعضوية أمدا لاني مديرة منطقة موريتانيا – السينغال أول استقبال لشركات منقبة ولن يكون آخر استقبال فقبل فترة وجيزة استقبل الرئيس بالقصر الرئاسي المدير العام لشركة Total وكان الموضوع دائما هو الغاز الموريتاني - السينغالي الذي تتنافس عليه هذه الشركات العملاقة ، وتنافسها أمر طبيعي لكن الأمر الغير الطبيعي هو سهولة منح الرئيس لمقابلات مع شركات كان يكفى أن يستقبلها رئيس مصلحة بوزارة الطاقة والمعادن وإن رفع شأنها تحظى باستقبال مدير مركزي في القطاع المختص وإن حدث أمر فوق العادة يرتفع السقف للوزير .. فالرئيس فوق تجاذبات التفاوض لأنه صاحب القرار ويمثل سياسة البلد ومسؤول عن صيانة كرامته المعنوية.
فلو ذهب الإداري المدير العام لشركة اسنيم أكبر شركاتنا إلى فرنسا أو بريطانيا فلن يستقبله الرئيس ماكرون ولن تستقبله رئيسة الوزراء البريطانية .. فلما ذا نقلل من شأن رئيسنا ونحوله إلى مسؤول علاقات عامة يستقبل كل من وصل انواكشوط ، يستقبل كل من نقب وكل من هو بصدد التنقيب!!!
أليست هنالك قطاعات فنية معنية بهذه الأمور؟
ألا يفترض أن يكون برنامج الرئيس مشحونا بالأمور المهمة؟
هل يبرر وجود مادة اعلامية افتتاحية لنشرات أخبار باهتة لا يتابعها أحد حشر الرئيس فى كل واردة وشاردة؟
ما جدوائية ذلك للبلد؟ ومتى يفك الارتباط في هذه البلاد بين التجارة والإمارة والشطارة؟
يجب أن يصان الرئيس ويتسامى ويتعفف ويجب أن ينزل الناس منازلهم الوظيفية ومنزلة ، مدير Total و BP وكينروس وغيرها هي منزلة الإدارات الفنية أما فخامة الرئيس فيفترض أن يكون وقته مشغولا وأن تكون مقابلاته محصورة على عظماء القادة وعظائم الأمور.
وكما قال المتنبى:
عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتي العَزائِمُ *** وَتأتي علَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارمُ
وَتَعْظُمُ في عَينِ الصّغيرِ صغارُها *** وَتَصْغُرُ في عَين العَظيمِ العَظائِمُ
عبد الله محمدو [email protected]