أحيا الإيرانيون الجمعة يوم القدس في مسيرات جابت شوارع طهران، وأطلقوا هتافات ضد المملكة العربية السعودية، على خلفية توتر متصاعد في منطقة الخليج بين البلدين اللذين يشكلان قوتين إقليميتين نافذتين. وكشفت السلطات عن لوحة للعد العكسي في وسط طهران تعرض عدد “الأيام المتبقية لتدمير اسرائيل”.
وهتف المشاركون شعارات معادية للعائلة السعودية المالكة وتنظيم الدولة الإسلامية إضافة الى الشعارات التقليدية “الموت لاسرائيل” و”الموت لاميركا”.
كرس مؤسس جمهورية إيران الاسلامية اية الله روح الله الخميني يوم القدس الذي يشهد خروج مئات الالاف الى الشوارع في إيران. كما يحيي حلفاء إيران في الشرق الاوسط هذا اليوم.
ويأتي يوم القدس هذا العام وسط تصاعد المعركة على النفوذ في المنطقة بين إيران الشيعية والسعودية السنية اللتين انقطعت العلاقات الدبلوماسية بينهما منذ كانون الثاني/يناير 2016.
وهتف المشاركون في المسيرات “الموت لآل سعود وداعش” و “الموت لاميركا” و “الموت لاسرائيل” و”الموت لبريطانيا”.
وتشارك إيران بقوة في الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا حيث دربت وقدمت المشورة لفصائل تقاتل الجهاديين.
والاحد أطلقت إيران ستة صواريخ طويلة المدى (750 كلم) على قاعدة تابعة لتنظيم الدولة الاسلامية في دير الزور شرق سوريا، بعد أيام من اعلان التنظيم المتطرف مسؤوليته عن هجومين في طهران.
والجمعة عرض الحرس الثوري الإيراني عددا من صواريخ “ذو الفقار” التي استخدمت في الهجوم في ساحة فاليسار في قلب العاصمة الإيرانية إضافة الى صواريخ “قدر” التي يبلغ مداها الفي كلم.
وتعرب واشنطن باستمرار عن قلقها بشأن برنامج إيران للصواريخ البالستية وفرضت عقوبات متكررة على طهران بسبب هذا البرنامج.
وفرت السلطات خدمات قطارات المترو مجانا لنقل الإيرانيين من والى جامعة طهران حيث تقام صلاة الجمعة.
واحرق عدد من المشاركين في المسيرة الاعلام الاسرائيلية والاميركية، بينما حمل آخرون كفنا وضعت عليه صورة الرئيس الاميركي دونالد ترامب مع شعار “الموت لاميركا، الموت لآل سعود”.
وفي كلمة في الحشود وصف رئيس البرلمان علي لاريجاني اسرائيل بأنها “أم الارهاب”.
وأضاف “ان تشريد النظام الصهيوني لملايين المسلمين هو حدث غير مسبوق في تاريخ كافة الجماعات الارهابية”.
وانتقد الرئيس حسن روحاني الذي انضم الى مسيرة في العاصمة الإيرانية، العقوبات الاميركية الجديدة على إيران والتي وافق عليها الكونغرس مؤخرا.
وقال “هذا العام يختلف يوم القدس عن باقي السنوات بسبب الارهابيين الذين تدعمهم اسرائيل في المنطقة .. ولأن اميركا التي تفكر دائما في انتهاك حقوق الشعب الإيراني”.
وأضاف “مع طرح مشاريع قوانين مناهضة لإيران في مجلسي الشيوخ والنواب الاميركيين، فإن الشعب الإيراني يريد أن يقول لأميركا في هذا التجمع إن الحكومة سترد بتصميم وستواصل المسيرة التي اختارتها”.
والاسبوع الماضي وافق مجلس الشيوخ بأغلبية ساحقة على فرض عقوبات قاسية على إيران بسبب اتهامها “بالدعم المستمر للارهاب”. وتم رفع مشروع القانون الان الى مجلس النواب للمصادقة عليه.
وقال آية الله احمد خاتمي الذي أمّ الصلاة، ان مشروع القانون ينتهك الاتفاق الذي تم التوصل اليه في تموز/يوليو 2015 بين إيران والقوى الكبرى والذي تم الاتفاق بموجبه على رفع العقوبات عن إيران مقابل خفض نشاطاتها النووية.
وقال ان “مشروع القانون هو بالتأكيد انتهاك لنص وروح الاتفاق النووي ويجب أن يتوقع الناس ردا جديا على مثل هذه الانتهاكات”.
واضاف “صوت 98 من بين 100 عضو في مجلس الشيوخ الاميركي لصالح مشروع القانون المعادي لإيران .. وهو ما يظهر أنه لا فرق بين الديموقراطيين والجمهوريين، لأنهم جميعا يسعون لمعاداة نظام إيران الاسلامي”.
وكشفت السلطات عن لوحة كبيرة للعد العكسي في ساحة فلسطين وسط طهران تعرض عدد “الأيام المتبقية لتدمير اسرائيل”.
ويستند عدد الايام 8411 – أو نحو 23 عاما – الذي ظهر على اللوحة الى كلمة ألقاها المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي قبل نحو العامين، تنبأ فيها بزوال إسرائيل من الوجود خلال 25 عاما.