«القدس العربي»: يهتم الموريتانيون إعلاميين وسياسيين منذ يوم أمس بتعيين العاهل المغربي الملك محمد السادس للإداري المخضرم حميد شبار سفيراً في موريتانيا بعد أن كان سفيراً للمغرب في جمهورية غانا ضمن مجموعة سفراء تم تعيينهم بعواصم دول تعترف بالجمهورية الصحراوية.
وتتبعت وسائل الإعلام الموريتانية حياة حميد شبار من زاوية أنه خبير بارز بالملف الصحراوي الذي يهم الموريتانيين، حيث كان عضواً في لجنة إعداد مقترح الحكم الذاتي الذي تقدّم به المغرب إلى الأمم المتحدة لحل القضية الصحراوية، كما سبق أن عمل واليا لمنطقة الداخلة بالصحراء الغربية ونائبا للمبعوث الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة في نيويورك.
وتساءلت صحف موريتانية عما إذا كان اعتماد السفير شبار سيفتح المجال أمام تطبيع العلاقات بين موريتانيا والمغرب التي تعرف منذ سنوات توتراً مستمراً، وعما إذا كان تعيين السفير سيدفع موريتانيا إلى تعيين سفير لها بعد أن نهجت منهج الكرسي الفارغ لسفيرها في الرباط.
وتشهد العلاقات بين المغرب وموريتانيا توتراً سياسياً منذ سنوات، كان من بين نتائجه أن الحكومة الموريتانية لم تعين سفيراً جديداً في المغرب بعد تقاعد السفير السابق محمد ولد معاوية سنة 2012، حيث أرجع مراقبون الأمر إلى توتر غير معلن في العلاقات بين البلدين، في ظل غياب مبررات أخرى وبدأ توتر العلاقات بين البلدين الجارين في الظهور إلى العلن منذ قيام نواكشوط سنة 2011 بطرد مدير وكالة المغرب العربِي للأنباء من البلاد، وأمهلته 24 ساعة لمغادرة أراضيها، وهو القرار الذي اعتبره المغرب آنذاك، غير ملائم.
وعرفت العلاقات الموريتانية المغربية منذ نهاية 2015 توترًا كبيرًا حين قامت موريتانيا برفع علمها فوق مباني مدينة الكويرة التي يعتبرها المغرب جزءًا من ترابه وتصاعد هذا التوتر بعد اتهامات وجهتها الأوساط المغربية للحكومة الموريتانية بنزوعها في نزاع الصحراء من الحياد الى دعم مواقف جبهة البوليساريو.
يذكر أن المغرب والجزائر لم يتمكنا في المرحلة التي أعقبت استقلال موريتانيا من بناء تحالفات استراتيجية ثابتة وغير قابلة للاهتزاز مع هذه الدولة، ولا يُرجَّح أن يقع ذلك على الأقل في المستقبل القريب، وذلك بسبب التغيرات السياسية المتتالية التي تعرفها موريتانيا، مع ذهاب أنظمة عسكرية ومجيء أخرى، وهو ما يضطر السياسة الخارجية للمملكة وللجزائر إلى تغيير أدوات التعامل الدبلوماسي بشكل متواصل، بسبب المتغيرات الداخلية في موريتانيا وما يتبعها من مواقف في سياساتها الخارجية.