تشير وثيقة ودانية مفيدة ونادرة إلى وصول العديد من التجار اليهود إلى هذه الصحراء الشنقيطية سنة 1759م. وهذه الوثيقة الودانية لها أكثر من دلالة، فهي تتحدث عن ثلاثة تجار يهود وصلوا مدينة ودان بآدرار بعيد منتصف القرن الثامن عشر في مهمة تجارية. وقد وقع بينهم اختلاف في تجارتهم أدى أن يترافعوا إلى قاضي ودان الذي حكم بينهم بإنصاف ورويةٍ وبعد تحرٍّ وتدقيق. وهذا برهان على ما عرفته هذه البلاد الإسلامية من تسامح وتعايش عكس ما تروج له الكثير من الدراسات الإسرائيلية التي ترى أن المسلمين اضطهدوا اليهود ومارسوا عليهم أنواعا من الإكراه والقسوة. فهذا القاضي الوداني الذي عاش في هذه المدينة الموريتانية النائية أعطى نموذج القضاء الإسلامي المنصف المعتدل المسدد، وعامل هؤلاء اليهود بما يمليه ديننا الإسلامي المعتدل السمح. تقول الوثيقة: ... .... ..... .... ترافع لدى كاتبه قوم من اليهود في شأن تجارتهم التي جاؤوا يبيعونها، فأدلوا حججهم لديه وأصغى لها حتى أتقنها، فحكم بينهم بأن التجارة تثالث بينهم لكل واحد منهم الثلث من تلك التجارة مساوون فيه ولا يفضل أحد عن أحد بشيء ما. وتقابلوا على ذلك ورضوا به حين الترافع. في يومين من ربيع النبوي الثلاث والسبعين والمائة والألف (موافق: 24 أكتوبر 1759م). قاله وكتبه محمد الأمين بن محمد الهادي بن أحمد بن محمد حتات لطف الله بهم آمين آمين آمين. وبه شهد محمد العاقب بن عبد الله بن محمد العاقب الحاجي لطف الله بهم آمين. انتهت الوثيقة. وبعد تاريخ هذه الوثيقة بقرن من الزمان نجد الرائد الفرنسي فينسان، الذي زار حلة إمارة آدرار في أطار سنة 1860 والتقى بالأمير أحمد ولد عيدة، يتحدث عن تاجر يهودي أبيض اسمه مردوخ رآه في أطار، وذكر فينسان أن مردوخ يعرف الفرنسيين وسبق له أن زار سان لويس ولوهافر ومرسيليا. وكنت قد تناولت في تدوينة لي سابقة جانبا من تجارة اليهود عبر هذه االصحراء الموريتانية وذلك في هذا الرابط: http://arayalmostenir.com/node/4645 نقلا عن صفحة الباحث سيدي أحمد ولد اﻷمير على فيسبوك