“هجوم واتهامات” تصدرت صحف مصرية، اليوم الإثنين، على خلفية الذكرى الرابعة لفض اعتصامي “رابعة العدوية”، و”النهضة”، في مقابل “احتفاء لافت”، على منصات التواصل الاجتماعي، وفق رصد مراسل الأناضول.
وفي 14 أغسطس/آب 2013، فضت قوات من الجيش والشرطة المصرية اعتصامي أنصار محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب، في ميداني “رابعة العدوية” و”نهضة مصر” بالقاهرة الكبرى.
وأسفرت عملية الفض عن سقوط 632 قتيلا، منهم 8 شرطيين، حسب “المجلس القومي لحقوق الإنسان” (حكومي)، في الوقت الذي قالت منظمات حقوقية محلية ودولية (غير رسمية) إن أعداد القتلى تجاوزت الألف.
ونشرت صحف مصرية بازرة، اليوم الإثنين، ملفات خاصة عن الذكرى الرابعة لفض الاعتصام، موجهة له اتهامات بينها الإرهاب واستخدام السلاح من قبل مؤيدين للنظام الحالي دون أية آراء لمعارضين.
واعتبرت صحيفة أخبار اليوم الحكومية أن فض رابعة هو “اليوم الوطني للقضاء على إرهاب الإخوان”، متهمة الاعتصام بإشاعة “الأكاذيب والتضليل” وأنه ” تحول إلى بؤرة لتخزين الأسلحة وتعذيب وقتل المدنيين والشرطة”.
بينما وصفت صحيفة “الأهرام” الحكومية، رابعة بأنها “منصة الإرهاب”، مشيرة إلى أن فض الاعتصام كان “بداية تثبيت الدولة”.
وفي السياق ذاته، ذكرت “اليوم السابع″ الخاصة، في صدر صفحتها الرئيسية، أن رابعة “خططت لحرق مصر (..) وترويع المصريين”.
ونقلت تقارير صحفية مصرية عن استعدادات أمنية واسعة بالبلاد لتأمينها في الذكرى الرابعة لفض الاعتصام، دون إعلان من أنصار الاعتصام عن فعاليات بميادين مصر حتى الساعة 9:50 ت.غ.
في المقابل، وعلى منصتي التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، و”تويتر”، احتفى نشطاء بالذكرى الرابعة وسط دعوات للضحايا بالرحمة والمغفرة واتهامات للسلطات المصرية بـ”القتل وترويع المعتصمين وتشويهم”، وعدم فتح تحقيقات حتى الآن تخص حقوقهم، وفق ما اطلع عليه مراسل الأناضول.
وتساءل “أحمد البيلي” على صفحته بتويتر قائلا: “الذكرى الرابعة للمذبحة .. متى يقتص لأصحابها؟”، وعادة ما تقول السلطات المصرية إنها فضت الاعتصام بشكل قانوني.
بينما قصّ حساب آخر يحمل اسم “محمد صلاح الجبالي”، تفاصيل عما اعتبره “مذبحة” برابعة، على يد الأمن المصري، قائلا : “نجت أجسادنا من القنص والحرق، فلم ننل الشهادة، وبقينا لنموت كل يوم لغياب القصاص العادل من القتلة”، مضيفا “لن نغفر ولن ننسَى”.
ونقلت الناشطة المصرية ماهينور المصري، عبر صفحتها بـ”فيسبوك”، بعض أسماء لضحايا الاعتصام، قائلة : “هذه أسماء مصريين قتلوا..تتفق أو تختلف معهم لكن لا يوجد سلطة تقتل شعبها بهذه الفجاجة”.
وقالت صفحة “قصة رابعة” المعنية بإحياء الذكرى سنويا لاسيما من 2014، إن ” 1104 ضحايا على الأقل ارتقوا منذ 4 سنوات قتلاً وحرقاً بدم بارد خلال 10 ساعات من القتل الهمجي، في واحدة من أبشع المذابح الإنسانية بحق معتصمين في العصر الحديث”.
وانتشرت هاشتاغات مؤيدة للذكرى تحت عنوان “مذبحة رابعة”، و”رابعة قصة وطن”، و”المذبحة مستمرة”.
بينما شهد أيضا موقع التواصل الاجتماعي، “فيسبوك”، تدوينات تتحدث عن ما وصفته بـ”جرائم الاعتصام”.
وقالت جماعة الإخوان المسلمين، في بيان نشر في الساعات الأولى من صباح اليوم الإثنين بصفحتها الرسمية بـ”فيسبوك”، إن “ما جرى في ميداني “رابعة” و”النهضة” كان أبشع مأساة”، مشيرة إلى أن أحداثها تتعرض لـ”تزييف”.
ولم تفتح السلطات المصرية أي تحقيق في ضحايا فض الاعتصامين، وفق بيانات حقوقية ومعارضة سابقة، دون إبداء أسباب، بينما فتحت عشرات القضايا بالقاهرة والمحافظات بتهم بينها “القتل” و”العنف” بحق أنصار الاعتصام، وفق قانونيين مطلعين على القضايا تحدثت معهم الأناضول.
ومنذ إطاحة الجيش بمحمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيًا في 3 يوليو/ تموز 2013، تتهم السلطات المصرية قيادات جماعة الإخوان وأفرادها بـ “التحريض على العنف والإرهاب”، قبل أن تصدر الحكومة قرارًا في ديسمبر/ كانون أول 2013، باعتبار الجماعة “إرهابية”، فيما تقول الجماعة إن نهجها “سلمي”، في الاحتجاج على ما تعتبره “انقلابًا عسكريًا” بينما يراه مصريون آخرون “ثورة شعبية انحاز إليها الجيش”.