
بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله علي نيبه الكريم
فى ذمة الله عبد الله بن أحمد بن الشيخ بن أحمد محمود..
فى ذمة الله ذاك الرجل الخير الكيس الطيب..
عبد الله بن أحمد بن الشيخ بن أحمد محمود رجل متميز مثقف لامع، إداري من الطراز الأول، سياسي محنك مستنير، من الجيل الواعين الذين قامت الدولة بأفكارهم واستقلت بنضالهم وتضحياتهم، وتأسست بعدالتهم وإخلاصهم..
من الرعيل الأول الذين حملوا فى قلوبهم هم الوطن وآلامه وآماله فلم يدخروا جهدا ولم يضيعوا وقتا..
حكم عبد الله الدوائر يومها وولي بعد ذلك فعدل بين الرعية وقسم بالسوية..
أدار المؤسسات الاقتصادية فآتت أكلها وأسهمت فى الإنماء والاكتفاء وكان وزيرا للتجارة والنقل ومثل الدولة فى شأن الصحراء الغربية أحسن تمثيل..
كان رحمه الله تعالى كفؤا أمينا مستقيما متقنا قنوعا شجاعا يردع الظالم ويرفع الله به الظلم..
اعتزل السياسة يوم "تغيرت الأحوال وانقلب الدهر" فلزم بيته يعبد ربه ويطالع كتبه ويدبر أمره..
عاش رحمه الله مسالما محبا للخير أديبا لبيبا طيب المجلس حلو المنطق موطأ الأكناف يصدق عليه قول الشاعر:
ومن لم يوذ مجلسه جليسا *** ولم يك بالمسيئ ولا البخيل
كان ابن بيته حقا فهو من بيت علم وعز وزهد وسيادة وتقى وقد ودع الدنيا ليلة الخميس 19 من أكتوبر 2017 م عن عمر يقارب 85 سنة تاركا جراحا لا يندمل وفراغا لا ينسد..
نسأل الله الذي كرمه وأمنه فوق الأرض أن يكرمه ويؤمنه تحت الأرض..
وأن يكرمه ويؤمنه يوم العرض..
وأن يحفظ ذريته وأسرته وعشيرته وقبيلته ويصلحهم ويبارك فيهم ويلهمهم الصبر ويجزل لهم الأجر..
وإنا لله وإنا إليه راجعون
عبد الله محمد سيديا