على اثر القرار الذي اتخذه مجلس الوزراء في اجتماعه الأخير والمتعلق بترشيد وتقليص تكاليف الماء والكهرباء والهاتف على مستوى أجهزة الدولة، لف ظلام دامس كل مرافق الدولة في انواكشوط خلال عطلة نهاية الأسبوع، وأسندت مهمة إطفاء الإناراة إلي شركات الحراسة الخاصة التي تحرس المكاتب، وأغلقت الحنفيات، لكن المياه ظلت متسربة من أماكن الأعطاب الكثيرة في الشبكة وشوهد مسؤولون يعودون إلي مكاتبهم لأخذ منسيات على ضوء الشموع.
ورغم أن الترشيد مهم والعقلنة ضرورية فإن الآثار الجانبية ربما تكون كارثية فالسرقات ستتضاعف والتكاليف لن تنخفض وقد يكون الأولي بالدولة أن تشعل شمعة أمل وحكامة رشيدة بدل أن تلعن الفساد والتبذير بطرق استعراضية جزافية مضرة فالترشيد أساسي في أماكن أخرى في طليعتها الصناديق السوداء وتبويبات النفقات العامة في الميزانية.