بعثت لي صديقة عزيزة مقاطع من كلمتي الدكتور الكنتي والسيد جميل منصور ، وبما أن هذه المقاطع مثلت مناظرة سياسية وفكرية شغلت الرأي الوطني طيلة هذا الإسبوع نظرا لمكانة الرجلين ومواقفهما المتباينة حد التنافر، وبما أنني أقف بينهما موقف الحياد كما يستهويني مداد قلم الأول وبلاغة وسجع خطابات الثاني، فإنني أسجل ملاحظة قصيرة انطلاقا مما استنتجته من كليهما خاصة فيما يتعلق بالعلاقات الموريتانية وتشخيص الربيع العربي والعلاقة بين القوميين والإسلاميين .
ففي هذه النقاط الثلاث كان الكنتي أكثر وضوحا فيما يريد أن يقول أي بمعنى أن المتلقي العادي الغير محصن من طرف تيار سياسي أو توجه فكري سيستفيد من المعلومات التي قدمها الكنتي عن سيادة الدولة في طبيعة علاقتها الدبلوماسية وكذلك الفرق بين العلاقة الدبلوماسية بين الحكومات والعلاقات الاجتماعية والثقافية بين شعوب تلك الدول، وكذلك نقطة الجاليات ودورها في تحديد العلاقات، كانت هذه النقاط واضحة عند الكنتي وكانت مترعة بالحس الوطني.
أما ما قدمه عن الربيع فهو مجرد وجهة نظر قد عززتها النتائج والوقائع حسب المناوئين للربيع أصلا، وكان جميل منصور أيضا قد قدم عنها وجهة نظر منطلقها خلفيته السياسية وكانت أيضا لا تعدم الحجية والقوة ، أما حديثهما عن العلاقة بين القوميين والإسلاميين فكانت متقاربة وودية لولا أن كفّة الكنتي رجحت حين ختم بالدعوة لتيار وطني مشغله الوطن وهدفه إصلاح موريتانيا.
عموما كانت مناظرة رزينة وواعية ومسؤولة كأصحابها حركت مياها بحاجة ولو لقيل من التحريك شكرا أساتذتنا الأجلاء شكرا منتدى دار الحكمة أتمنى أن يتكرر هذا النوع من اللقاآت.
نقلا عن صفحة الكاتبه تربه منت أعمر على الفيسبوك