تابع أهل الحوض الغربي زيارة الرئيس للحوض الشرقي باهتمام كبير غايته ترصد السقطات وإحراز السبق في قضايا سياسية وضيافية.
ويبدو أن أهلنا في الحوض الغربي استقر رأيهم على مطالبة الرئيس بالاستمرار لمأمورية ثالثة متجاوزين تلكؤ لافتات الحوض الشرقي التي لم تفصح بما فيه الكفاية عن مكنونات نفوس الزائر والمزور.
وسيحاول بعض شطار وشاطرات الحوض الغربي الاستفادة إلي أبعد حد من العرض السياحي الذي تمثله زيارة الرئيس فالنزل ودور الإقامة جاهزة والفنادق موضبة والاجسام والعقول والقلوب متقدة لتحقيق أكبر قدر من الاستفادة في هذا الموسم السياحي الذي يحل مطلع عام الرمادة، والضيوف الكرام سيعاملون بأريحية وسيتركون بعض ريشهم منثورا هنا وهناك للذكرى.
كذلك يتوقع أن تستفيد الحوض الغربي من صراع ديكة الحوض الشرقي وتوفر البدائل.. ومن أفراس الرهان حمادي ولد أميمو الذي هو جوكير مخضرم بين الحوضين، ومحمد ولد أرزيزيم الذي هو إداري مغوار خبر المعارضة والموالاة ويدفعه طموحه إلي أبعد من الاكتفاء بالأدوار الثانوية.
طبعا سيزور الرئيس الجامعة الإسلامية التي لم يحالفها الحظ في "أسلمة" برامجها وسيزور أوراش تهذيب صخور الحوض الجميلة التي تتطلع لأن تشارك صخور انشيري وآدرار في توضيب شوارع المدن القديمة والجديدة والوهمية وسيتوقف لبعض الوقت بالتعاونيات والفصول المكتظة بالبنات والمراكز الصحية التي وضبت على عجل.
في كل هذه الأجواء التنافسية الناعمة لن ينزعج أهل لعيون على وجه الخصوص من أن يخص الرئيس مدينة عثمان ولد بكار المضيافة بتوجيه خطاب تاريخي منها إلي الأمة كما وجه معاوية خطابا آخر من النعمة في ظروف أخرى.
والطريف أن الناس في الحوضين يخشون من أن تسبقهم ولايات العصابة واترارزه التي تزار لاحقا في الزبونية "واتلحليح" وخشيتهم في محلها، فعقول جهابذة "الديماغوجية" في أرض الكبلة لا تباري وستتفتق كما تفتقت في الماضي عن اشياء لا تخطر على بال.. وعندها سيندب أهل الشرق الموريتاني حظوظهم العاثرة مع التصفيق وسيدركون أنهم مجرد هواة، وستندب موريتانيا حظها أكثر لأن شعبها لا يجيد التنافس إلا في العنتريات والعذيطات الزبونية القتالة، لا يهم.. المهم أن ينشغل الناس لبعض الوقت.
عبد الله البركني