يمثل الوزير الأول أمام الجمعية الوطنية للرد على أسئلة النواب المتعلقة ببرنامج الحكومة المعروض عليهم قبل ثلاثة أيام، وهي لحظة الحقيقة بالنسبة للجميع فلعلهم لا يحضرون مثيلة لها بعد يومهم هذا فى عامهم هذا تحت سقفهم هذا .. ولعله هو بدوره لا يتاح له مثلها فى قادم الأيام .. لذلك فربما تكون لحظة اللقاء الأخير ومن ضيعها مصفقا منافقا فقد هلك، ومن اغتنمها صادقا مخلصا لتقييم ما هو كائن واستشراف ما كان يمكن أن يكون فقد يكون أقرب إلى ما ينتظره الرأي العام.
أيها النواب الكرام هذه ليست لحظة لإعلان الولاء وليست لحظة للتصفيق أو "للتقذيع" فالتصفيق لأجل التصفيق أعياكم وهو مرفوض ولا يقدم ولا يؤخر والنقد لأجل النقد مضر وعقيم والمنزلة بين المنزلتين مطلوبة لكنها صعبة فـأغلبية الشعب الصامتة شبعت من الشعارات والتدشينات والانجازات الوهمية وتعبت من العذيطات الزبونية ..
الشعب يريد الحقيقة .. يريد حكامة للتداول والتناوب ومقاسمة عادلة للسلطة والثروة .. الشعب يريد الرجوع إلى الحق فما لقيصر لقيصر وما لله لله والحلال بين والحرام بينهما أمور جربتموها كثيرا والسقف الأدنى مما يتنظره الشعب منكم ومن الوزير الأول هو احترام المتلقين ومكاشفتهم بالحقيقة وهي ليست حقيقة وردية بطبيعة الحال .. الرأي العام الذي يشاهدكم ويتابعكم وانتخبتم على ذمته مكون من فئات ستنظر فى عمومها إليكم وإلى الوزير الأول من خلال واقعها المادي المزري والمعنوي المحبط .
فهل يسبق الكتاب على النواب ووزيرهم الأول ويزرعون بصيص أمل؟ أهل يستشرفون نهاية نفق المعاناة؟ هل يعودون إلى ذواتهم وإلى ضمائرهم ويتوبون إلي الله توبة نصوحة قبل فوات الأوان؟
لست أدري وإن كنت اعتقد أن وقت الكلام قد ولى وليس للمرء من كلامه إلا ما لم يقله بعد وقد قيل الكثير وأنجز القليل .. فهل تكون الخرجة خرجة مكاشفة ومراجعة أم مجرد كرنفال زبوني مجتر لا يقدم ولا يؤخر .. أنم أمام الشعب والتاريخ وهذه لحظتكم فحددوا طبيعتها مخيرين لا مسيرين.
أحميدوت ولد أعمر