مما ألفناه منذ عشرات السنين أنّ خطابات أصحاب الفخامة رؤساء البلد كلها تاريخية وعظيمة، وكلماتهم تاريخية، وتصريحاتهم وتلميحاتهم تاريخية، و وقَفاتهم وجلساتهم تاريخية، وحركاتهم وسكناتهم تاريخية،، إلاّ مقابلة الرئيس عزيز مع "جون أفريك"؛ إنها استثناء! هناك موالون متَحَمّسون يعتبرونها تقصير في حق الوطن والعالم الحُر، ولم تُراع مصلحة الشعوب، ولا تستند لأي مسوّغ ولا مبرّر وجيه. فلا أحد منهم يذكرها بخير!؟ لماذا؟ لماذا لم يلق قراره الدستوري ذلك التصفيق الحار، وتلك الحَفاوة والترحيب، والشرح والتعميم المعهود كلما تكلم فخامته؟ أليس رئيسنا المفدى، الحكيم، الملهم، العبقري، البطل، الهمام، الناطق بالصواب هو صاحب القرار؟
إنّ صمت الموالاة عن قرار الرئيس يذكٌرني بصمت مماثل عن قرار تاريخي اتّخذه الرئيس المختار رحمه الله بتوقيف العمل بصندوق أسوَد تابع لوزارة الداخلية كان يغطي رواتب شيوخ القبائل وأتعاب المُخبِرين ومن على شاكلتهم. وقوبِل ذلك القرار التاريخي بصمت مريب من قبل الموالين للرئيس خوفا من أن يكون المختار اتخذه مكرها لا بطلا ضدّ قواعد نظامه وأركان حكمه، من جهة؛ وخَوفا من بأس الشيوخ التّقليديّين والمخبرين والمتنفّذين المتضرّرين من القرار، من جهة أخرى.
و المأمورية الثالثة،، هي بالضّبط فظّت لنتَرْيير،، وصمتُ المُوالين عنها أولى لجِهَة احترام مشاعر الرئيس المضطر لتَوديع قواعده وأركان نظامه من جهة، و خَوفا من بأس أباطِرَة النظام وباروناته المتضَرّرين من مغادرة الرئيس وإغلاق الصندوق، من جهة أخرى.
وقد لخّص أحد الظرفاء المَوقف عام 1964 في الگاف التالي:
صَرْتَكْ يا فَظّتْ لَنْتَرْيَيرْ @ مِنْ ظَركْ إيلَ رَگْ المَحْشَرْ،،
مانِ لاهِ نسميكْ أبْخَيرْ @ ؤُ لانِ لاهِ نسميكْ ابْشَرْ .
نقلا عن صفحة الوزير السابق محمد فال ولد بلال على الفيسبوك