مصائب قوم عند قوم فوائد فأوروبا الإباحية المتحررة من كل شيء التي حرفت الدين وفصلته عن الكنيسة منذ قرون تشرع أقسى العقوبات لردع كل أشكال التحرش وتغض الطرف عن ما قبل التحرش وما بعده، في حين يمارس التحرش في موريتانيا جهارا نهارا ويعتبر نوعا من الغزل الإباحي الشعبي المقبول.
تحضرني حكاية سيدة تخاصمت مع زوجها ودعته إلى قاضي المقاطعة متهمة إياه بالتقصير العاطفي، يروى أن تلك السيدة أبلغت القاضي أنها تتجمل وتتطيب ويتجاهلها زوجها وعندما "تخرج" وتحظي بإعجاب "الآخرين" يجن جنونه، وعندما سألها القاضي عن طبيعة ذلك الإعجاب قالت: إن من بين المهتمين من يتفوه بعبارات استحسان صريحة ولكنها "لطيفة" وقد يصل الأمر حد شد ثيابها..إلخ
المهم أن القاضي اعتبر الموضوع موضوع غيرة لا تحرش وأمر الزوج بملاطفة زوجته كلما كان ذلك ممكنا وذكرها هي بضرورات الاحتشام.
المجتمع الموريتاني رغم إسلامه يمنح المرأة حقوقا إضافية منها حق التمتع بالتحرش وحق التحرش بدورها بالرجال الذين يقع قسم منهم ضحية تحرشات مستمرة وكما هو طبيعي فالتحرش يفضي إلى التحرش، ولا حدود بين هذا وذاك.
التحرش من الممارسات المسكوت عنها في موريتانيا وهو ممارسة غير مصنفة يمارسها المجتمع ويصعب ردعها في ظل القوانين المرعية الحالية.
في انتظار تعريف الموضوع وسن النصوص الرادعة تستمر المطلقات الموريتانيات في الاحتفال بيوم انقضاء العدة الشرعية وتعملن كل ما هو جالب لنظر الجنس الخشن وحتى ولو تخلل ذلك تحرش لفظي وبدني فاحش وصريح.
محررة الشؤون الاجتماعية فى الرأي المستنير – مريم تسلم