في مثل هذه المواسم التي باتت على الابواب : مواسم الاستحقاقات الانتخابية التي أظلّنا زمانها وبتنا نعيش إرهاصاتها الآن , يخرج خفافيش الظلام ,ويستأسد الارانب ,ويصبح للرويبضة رأيا مسموعا وصوتا مرفوعا.
لم تشهد بلادنا منذ الاستقلال حتى اليوم ما تشهده في هذه الآونة من حِراك سياسي نتيجة لوجود 4 استحقاقات هامة ومصيرية ستجرى في أقل من سنة واحدة ,حيث بدأ الساسة يخرجون عن صمتهم وفئران النميمة من جحورهم , وغلمان القصور من أوكارهم ,كلٌّ يَسيل لعابه للكعكة التي يشتد التنافس حولها بين الجميع من أجل الفوز بنصيب منها , وبدأنا نرى ونشاهد سيلا من التراشق والتنابز وتوزيع الاتهامات المعلب في كل اتجاه ,فضلا عن التحليلات "الملغومة" والخطابات "الالتوائية" بغية خلط الاوراق ,وذلك من قِبل أشخاص ,ولا أقول شخصيات , مرَدوا على النفاق السياسي والتزلف والتملق بشتى الاساليب ,غير أن الشعب الموريتاني شبّ عن الطوق وبلغ مراحل متقدمة من النضج السياسي تجعل معظمه محصنا ضد تلك الألاعيب التي تخصص فيها البعض ودأب على إبراز لسانيهِ ـ رغم التأتأة ـ في مثل تلك المناسبات حتى يُسمع فحيحُه ورفثه ونفثُه لعله يؤثر أو يجد مَن يتأثر بما يقول وما ينشر.
وقريبا ,سيتضح لأولئك أن استحقاقات 2018 و 2019 تختلف عن سابقاتها اختلافا جذريا من حيث نضج الشعب ,ومن حيث وجود رجال وقادة يدركون ما يدور ويرصدونه ,لكنهم أكبر من أن يردوا عليه أو يلتفتوا إلى قائليه ,لا يضرهم مَن عاداهم أو حاول النيل منهم.
وما دمنا قد أتينا ـ ولو عرَضا ـ على ذكر القادة ,فلعل من المناسب التحدث عن قائد يتعرض بين الفينة والأخرى لهجوم من قِبل مجموعة من أشباه المثقفين لا تزِن جناح بعوضة ,لمجرد الحقد والحسد والضغينة ,انه القائد العبقري المحنك الفريق/ محمد ولد الشيخ محمد احمد ولد الغزواني القائد العام لأركان الجيوش ,ذلكم الرجل الذي بَني وقاد الجيش الموريتاني في أحلك ظروفه وأصعبها ,قائد يعمل في صمت ,ويبني في صمت ,رجل الازمات والمهام الصعبة, ضابطٌ من طراز رفيع , مخلص متفانٍ في عمله ,يتهرب من الاضواء رغم مكانه ومكانته وثقافته الواسعة ,لا لشيء ,الا لأنه يفعل كل ما يفعل من أجل الوطن ,وللوطن وحده ,يعرفه الجميع في الاوقات العصيبة ,حين يتوارى الكل خلف عباءة الجبن والارتباك والهزائم النفسية والمعنوية.
فحرِيٌّ بتلك الاقلام أن تجف ,وبتلك الافواه أن تصمت ,وليبحثوا عن آخرين غير القائد ولد الغزواني ,فمن شهد له الجميع بالوطنية والاخلاص والاحترام لا تضره أقلام مأجورة مسمومة ستتكسر على جدار منيع وحصن حصين لا تخترقه السهام ولا يعبأ صاحبه بزئير الأسود أحرى نقيق الضفادع ومُواء القطط.
بقلم زهراء نرجس