بينما يعتبر الكثير من خبراء الشؤون الافغانية الملا محمد عمر الحاكم القوي لطالبان أكثر الزعماء في العالم غموضا، باعتبار انه لا توجد حتى صورة واحدة واضحة للزعيم الافغاني، الا ان المقربين منه يعتبرونه رجلا بسيطا في عيشته يحظى باحترام قادة الحركة، ويعتبرونه الزعيم الروحي للحركة التي فرضت سيطرتها على أغلب أراضي أفغانستان الجبلية الوعرة بعد حرب طاحنة بين رفقاء الجهاد الافغاني. ويبلغ الملا عمر من العمر 41 عاما، وهو اسمر السحنة طويل القامة، ضخم الجثة بلحية طويلة كثيفة، وكان شيخ قرية روزجان بمقاطعة مواعند، التي تبعد عن قندهار 100 كيلومتر. ويقول المقربون منه انه بسيط للغاية في معيشته بقندهار، وزاهد ومتقشف في الحياة. ويعتقد ان الملا عمر الذي يرفض في الغالب المقابلات الصحافية عبر مدير مكتبه محمد طيب اغا، الذي يجيد اللغة العربية بطلاقة التي تعلمها في مدارس كويتا الباكستانية، لم يلتق به سوى عدد قليل من الأفغان وعددهم 20 مليون نسمة.
واغا وهو شاب نحيف في العشرينات من العمر، كثيرا ما يشير في المقابلات الصحافية الى ان الملا عمر مشغول بالتخطيط للعمليات العسكرية ضد قوات التحالف الشمالي، او تسيير امور الدولة التي يمسكها بقبضة من حديد. ويقول الملا عمر في حديث مع مجلة «الامارة الاسلامية في أفغانستان»: اننا نقاتل مسلمين اذا انحرفوا. كيف يمكننا السكوت بينما نرى جرائم ترتكب ضد نسائنا وفقرائنا. ويضيف في المجلة التى تتحدث باسم حركة طالبان وتصدر بصورة شهرية باللغات العربية والبشتو والانجليزية: «نحن لسنا ضد تعليم المرأة، ولكننا نريد ان يضبط تعليمها بالضوابط الشرعية».
ويتحدث الملا عمر عن نفسه في موقع الامارة الاسلامية بقوله: «لقد واجهت اليتم في سن مبكرة، وكان عمري وقتها ثلاث سنوات. ثم نشأت وتربيت على يد اعمامي، وتلقيت العلوم الدينية، منذ الصغر الى ان بلغت الثامنة عشرة او التاسعة عشرة. ويضيف: «عندما قام الشيوعيون بالانقلاب، شاركت في الجهاد ضدهم، وجرحت مرة واحدة قبل دخول الروس الى أفغانستان، ثم جرحت ثلاث مرات في الجهاد ضدهم».
ويعتبر المقربون من الملا عمر ومنهم السفير الافغاني في بيشاور الباكستانية مولوي نجيب الله، وهو من اقارب الملا عمر، ان «سبب عداء المجتمع الدولي لطالبان انها النظام الاسلامي الحقيقي في العالم وليس اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) الماضي».
ويقول السفير نجيب الله لـ«الشرق الأوسط»: اعداء بلدنا ينظرون الينا كشوكة في أعينهم ويفتشون عن أعذار للقضاء عليها. وبن لادن الموجود في افغانستان احد هذه الاعذار. ويضيف ان الملا عمر مع جماعة من رفقائه لايتعدون اصابع اليدين نجحوا في التخلص من زعماء الجهاد الذين اثاروا الفزع بين سكان قندهار، وكانت البداية الحقيقية لفرض سيطرة طالبان على معظم الأراضي الأفغانية عام 1996.
ويقول الملا عمر: «حملنا السلاح لتحقيق أهداف الجهاد الافعاني وانقاذ شعبنا من المزيد من المعاناة على أيدي ما يسمى بالمجاهدين. ايماننا بالله مطلق. لا ننسى هذا اطلاقا. يستطيع أن ينعم علينا بالنصر، ويثبت اقدامنا أو يبتلينا بالهزيمة».
ومن جهته يقول الملا محمد رحماني محافظ قندهار السابق العاصمة الدينية للملا عمر، وهو من كبار قادة طالبان، وفقد ساقه اليمنى في الحرب ضد الروس، ويتحرك بساق صناعية، لـ«الشرق الأوسط»: ان حكومة طالبان جاءت بالامن والاستقرار الى المدن الافغانية، بعد القضاء على الحرب الاهلية بين زعماء الجهاد المتناحرين على السلطة. ومن اجل تحقيق الامن، ضحت بدماء زكية وغالية. ويقول رحماني لـ«الشرق الأوسط»: «ان الملا عمر هو خبير مضادات الدروع «آر. بي جي» في سنوات الجهاد ضد الروس، وكان يعرف بين اخوانه في سنوات الجهاد بأنه «صائد الدبابات»، وكثير من اخوانه يذكرونه فهو مقاتل شجاع اصطاد اكثر من 50 دبابة روسية، وفقد عينه اليمنى بسبب شظايا المدفعية الموجهة اليه. ولكن الملا عمر الذي يرفض جراحة تجميل، يعيش عيشة بسيط بعيدة عن الترف والرفاهية، يعتبر اصابته وسام شرف على صدر كل مسلم، ويتطلع لتحقيق اعلى مراتب الاسلام وهي الجهاد في سبيل الله». وقال: ان قادة طالبان وفي مقدمتهم الملا عمر لا ينامون الليل، فالبلد ما زال في حالة حرب متواصلة بعد اكثر من 20 عاما على الجبهة الشمالية ضد قوات أحمد شاه مسعود، وكذلك كثيرا ما تجد قادة الحركة الحاكمة يذهبون الى الاحياء الشعبية للاطمئنان على حالات الأفغان والاستماع الى شكاواهم. ويقول الدكتور كمال الهلباوي خبير الشؤون الأفغانية ان الشعب الافغاني رغم انه يعيش على الكفاف، لكنه لديه طموحات كثيرة، واشار الى ان الملا محمد عمر متعصب «اذا قال شيء نفذه»، ويتميز مثل بقية أبناء الشعب الأفغاني بالصبر والجلد. ويضيف ان أي حكومة لا تهتم بشعبها او مصلحته المستقبلية في الوجود، فانها تشارك في تخلفه السياسي والاقتصادي، وهو ما ينطبق على افغانستان اليوم. وقال ان مناهج التعليم الدينية في مدارس طلبة العلم، التابعة لطالبان لم تتغير منذ 1400عام.
وبعد عامين من سقوط كابل في أيدي «طلبة العلم»، بايع الافغان الملا محمد عمر اميرا للمؤمنين، وتوسل للعلماء ان يعفوه من هذا الطلب، وسعى لتبرير رفضه بادلة شرعية فقهية، وهو انه فاقد لاحت الينيه، لكنهم اصروا عليه، واكد الملا عمر منذ البداية انه ليس لديه طموحات سياسية، وقد احاط نفسه بمجموعة تتمتع بوعي سياسي، مثل وزير الخارجية المنفتح على العالم وكيل احمد متوكل، ووزير التربية أمير خان متقي، والمستشار عبد الحي مطمئن، والملا محمد رباني رئيس الوزراء السابق، الذي توفي قبل اقل من عام متأثرا بالسرطان، والسفير الأفغاني المتجول رحمة الله هاشمي، وهو في منتصف العشرينات من العمر ويجيد الانجليزية التي تعلمها في كويتا الباكستانية مثل رفيق دربه محمد طيب اغا الذي يتحدث العربية بطلاقة هو الآخر. واستطاع مجلس مستشاريه ان يقدم له صورة عما يدور حول في العالم من احداث، رغم ان الملا عمر صلب الرأي، ولايؤمن بالحلول الوسط، واذا اقتنع بشيء فانه لايتراجع عن رأيه، ولهذا فانه لن يسلم بن لادن، حسبما قال هو من قبل في انه «سيكون آخر شخص يغادر الاراضي الافغانية». ويقول أحمد رشيد الخبير الباكستاني في شؤون طالبان بدأ عمر كرجل دين بسيط من البشتون ليس لديه أى فكرة أو رؤيا عن مستقبل الدولة الافغانية. زهد في سلطة الدولة وأراد فقط تخليص أفغانستان من أمراء الحرب. وكون هذا الرأي بمساعدة بن لادن.
ويقول أحد المقربين من الحركة ان الملا عمر يعتمد على بن لادن الذي تلاحقه واشنطن بتهمة تفجيرات واشنطن ونيويورك 11 سبتمبر (ايلول) الماضي، أكثر من اعتماد بن لادن عليه، اذ قدم بن لادن مقاتلين واموالا واتصالات دولية مع حركات اصولية حول العالم. واصبح الملا عمر في العام الماضي جزءا من المجلس الخاص لابن لادن.
وهناك الكثير من الافغان لا يوافقون على منهج التشدد الذي التزم به الملا عمر وقادة الحركة من قيادات وزارة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، في تفسير الدين الاسلامي، وانعكاس ذلك على الحياة اليومية للأفغان، ولم يتبق لهم الا الخروج عن الطاعة ، فالتعليم محظور على النساء. وفرض على الرجال اطلاق لحاهم ومنع الراديو والتلفزيون والموسيقى ووسائل الترفيه الاخرى، وألغى الهامش المسموح لحرية المواطنين مثل حرمان المواطنين غير الملتحين من الوظائف، أو تقديم خدمات لهم. ويأتي منهج التشدد لطالبان التي تسيطر على 90 في المائة من البلاد التي تمزقها الحروب في اطار جهودها لتحويل أفغانستان إلى ما تعتبره دولة إسلامية خالصة.
ويحظر الملا عمر مثلا استيراد الآلات الموسيقية وهوائيات التقاط محطات التلفزة الفضائية، رغم ان قادة الحركة يتابعون أخبار العالم عبر اطباق الاستقبال، وكذلك منع استيراد افلام كاميرات التصوير والتجهيزات السينمائية وشرائط الفيديو وآلات التسجيل او الأفلام الاباحية. وحظر ايضا استيراد ورق اللعب والشطرنج وكافة الالعاب المسلية وطاولات البلياردو والاسهم النارية وطلاء الاظافر ومجسمات عرض الازياء التي يستخدمها الخياطون في واجهات محالهم وكاتالوجات الالبسة. وحظر نظام الحركة الحاكم ايضا استيراد ربطات العنق والدبابيس المزينة لها وبطاقات المعايدة الخاصة بعيد الميلاد وكل انواع البطاقات التي تمثل اشخاصا.
* خريج المدارس الدينية في باكستان
* وتكشف مصادر مقربة من حركة طالبان ان المدارس الدينية التي تخرج منها طلبة العلم الافغان، ومنها كلية دار العلوم الحقانية، هي التي ربت جيلا جديدا، من الطالبان، في مقدمتهم الملا عمر. وكلية دار العلوم الحقانية، اسسها مولانا عبد الحق في اكورا كاتاك عام 1947، وكان قبلها مدرسة تحمل نفس الاسم، اسسها سيد احمد حسين مدني، عام 1937، وهناك الكثير من قادة طالبان تخرجوا من كلية دار العلوم، وهي مدرسة داخلية توفر للمنتسبين اليها، العلوم الدينية الشرعية، وتتسع لنحو الف طالب من باكستان وأفغانستان ووسط آسيا. وتعلم الاجهزة الامنية الباكستانية ان كثيرا من المدارس الدينية، في بيشاور، تتلقى مساعدات مالية من الخارج.
وكثيرا من طلبة العلم الافغان اصطحبوا معهم في رحلة العودة العشرات من زملائهم الباكستانيين للمشاركة معهم في القتال، وكثير منهم وقع في الاسر، لدى قوات احمد شاه مسعود، وآخرون ممن تم أسرهم في وادي بانشير، تم الافراج عنهم بعد ان ذهب كبار من عوائلهم يطلبون العفو عنهم لدى مسعود، وتم اطلاق سراحهم بشرط عدم العودة للقتال في صفوف طالبان.
وأول من انتبه الى امكانية الاستفادة من «طلبة العلم» سياسيا، وزير الداخلية الباكستاني نصير الله بابر، وكانت مقاطعات أفغانستان في عام 1995 تشهد الكثير من عمليات السلب والنهب واغتصاب الفتيات التي يمارسها امراء الحرب من المجاهدين على تقاطع الطرق، وقر بابر الاستفادة من طلبة الفقه والشريعة حفظة القرآن الكريم، وتبناهم شخصيا، وبدأت المخابرات الباكستانية في تدريبهم على الاسلحة الخفيفة والثقيلة، وكانت مصلحة اسلام اباد هي ايجاد حكومة موالية لهم في كابل.
وبدأ طلبة العلم في القدوم الى الملا عمر في قندهار من كويتا وبيشاور، وكونوا قوة لا يستهان بها من مدارس العلم «المولوية»، التي تحظى باحترام بين طوائف الافغان، ووصل عدد مقاتلي طالبان خلال عامين نحو 50 ألف مقاتل واستطاعوا تخليص العاصمة كابل خلال ثلاث ساعات من قبضة «العصابات الجهادية» في عام 1996.
وعندما سقطت مزار شريف في ايدي التحالف الشمالي، اصدر الملا عمر اوامره لطلبة المدارس الدينية للقتال، وترك الالاف كتب الفقه والشريعة واصول الدين، ليحملوا الكلاشنيكوف والجرينوف خفيف، والآر بي جي، في اتجاه قوات احمد شاه مسعود، وسرعان ما استعاد الطالبان مدينة مزار شريف.
* شيخ القرية قائد المجاهدين
* ولدت زعامة الملا عمر المولود في قرية روزجان بمقاطعة مواعند، التي تبعد عن قندهار نحو 100 كيلومتر، وسط شعور بالاحباط واليأس أججته حرب ضروس بين فصائل المجاهدين الذين هزموا الاحتلال السوفياتي ثم انقلبوا على بعضهم البعض في 1992. وطيلة عامين كان قادة المجاهدين يتبادلون القصف بالصواريخ مما حول مراكز القيادة في كابل الى أكوام من الانقاض بينما هرب أغلب سكان العاصمة في هجرة جماعية الى باكستان المجاورة. وتقول قصة انه في بداية 1994 جند عمر نحو 30 طالبا دينيا بعد أن سمع عن قيام أحد قادة المجاهدين باختطاف قرويتين واغتصابهما. وبنحو 16 بندقية هاجمت المجموعة قاعدة المختطفين وحررت الفتاتين واستولت على كميات كبيرة من الاسلحة والذخائر، وكانت البداية الحقيقية لذيوع صيت الملا عمر.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 1994 استولت طالبان على قندهار ثاني أكبر مدينة أفغانية وبدا واضحا أن نضاله يلقى تأييدا عسكريا من باكستان. وفي 1995 كان عمر ومقاتلوه الشبان يكتسحون شمال أفغانستان واستولوا على العاصمة كابل في 1996. ولتحقيق هذا قام عمر بعمل درامي، إذ أخرج عباءة يزعم انها للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) من مزار مقدس في قندهار ووقف على سطح مبنى وقد لفها على نفسه وسط هتافات انصاره الذين اجتمعوا أسفل المبني. وكانت النتيجة اعلان الجهاد ضد الرئيس برهان الدين رباني وسقطت كابل في 26 سبتمبر (أيلول) 1996 وبقي عمر في قندهار، التي اصبحت بمثابة العاصمة الدينية.
* لماذا حمل الطالبان السلاح؟
* وهناك اكثر من علامة استفهام عن الاسباب الحقيقية التي دفعت طلبة العلم حافظي القرآن الكريم، الى حمل السلاح ودخول ساحات القتال. البعض يقول ان اعتقال نور الدين طراقي أول رئيس في العهد الشيوعي لـ150 من كبار علماء الاسلام الأفغان، هو الشرارة التي اضرمت النار في صدور الطالبان، كما ان المدارس الدينية في كويتا وبيشاور هي التي وفرت المدد، ويعتقد البروفسور الباكستاني احمد حسن داني ان السلطات الباكستانية وفرت الكثير من المساعدة الى الطالبان للانتقال الى ساحات القتال. ولكن مع حلول عام 1992، كانت المدن الأفغانية بلغت حدا من الفوضى لا مثيل له بسبب حرب رفقاء الامس من قادة الجهاد الأفغاني، بسبب التحالفات والانقلابات على بعضهم البعض، لدرجة ان أفغانستان خسرت نحو 50 الف قتيل في الحرب الدائرة بين رباني وحكمتيار، وفقد الناس الثقة في قيادتهم ووعودهم باحلال الامن والامان. ويعتبر كثير من المراقبين ان الشرارة التى دفعت طلبة العلم الى التدخل لاحلال الامن والسلام، هو حادث يوليو (تموز) 1994، عندما اختطف رجال المجاهد منصور، 3 نساء، عند تقاطع احد الطرق خارج قندهار، وفجر هذا الحادث شرايين الغضب في مدينة الملا عمر، وتبع ذلك معارك بالدبابات بين قادة الجهاد الافغاني على اقتسام «غنيمة من الاطفال».
وكان الأفغان في انتظار معجزة من السماء تخلصهم من سيل الكوارث والاعتداءات الوحشية، وكان المواطنين يفهمون ان الصراع بين رباني وحكمتيار، ما هو الا تنافس على السلطة يأكل الاخضر واليابس، ولاعلاقة له بالاسلام، وتطلع قادة الافغان الى بلدة الملا عمر، وهو مجاهد قديم فقد احدى عينيه في القتال ضد الروس، وفي اليوم التالي يصل الملا عمر الى موقع الحادث مع رجاله، حيث يشرف على دفن الجثث، ويبدأ حملته للتخلص من المجرمين، وتكون النواة الاولى للجهاد ضد الذين اشاعوا الفساد في البلاد نحو 50 من طلبة العلم الاشداء، ويمده الحاج بشار من «الحزب الاسلامي» لمؤسسه يونس خالص بما يريد من ترسانته العسكرية، واتحذ الملا عمر اسم «تحريك اسلامي طالبان أفغانستان»، وكان الهدف الاول لحملة الملا عمر، نزع اسلحة زعماء الجهاد، ومحاربة من يرفض ذلك، وفرض الشريعة الاسلامية في المناطق المحررة، واخضاعها لحكم الطلبة. وانضم الى الملا عمر قادة الجهاد في قندهار، الملا محمد رباني، وملا محمد شهيد، وملا محمد حسن رحماني، وحاج أمير محمد أغا، وشيخ نور الدين ترابي، وبعض كبار ضباط القوات المسلحة الأفغانية.