لا مراء في أن انتخاب ولد بلال على رأس لجنة الحكماء كان خطوة في الاتجاه الصحيح فرغم ما ترمي به اللجنة من عدم استقلالية ومن تغليب لروح المحاصصة الحزبية، ورغم تركة باكورة اجراءاتها المثيرة للجدل استطاع الرجل المحنك في ظرف وجيز أن يعطي للجنة جرعة من التشاركية وبلور من خلال صموده المستميت للتشبث بترشيح بيرام ولد الداه ولد عبيدي قدرا من الاستقلالية يذكر فيقدر ويشكر، واستطاع بخرجاته الاعلامية الداخلية والخارجية وبتواصله مع من سبقوه ومع كل مكونات المشهد السياسي أن يخلق حالة تواصلية تفاعلية يمكن التأسيس عليها لبناء الثقة بين كل الفرقاء من أجل تنظيم انتخابات مقبولة النتائج.
لقد أخذ ولد بلال القطار وهو يسير فلم يعرقل المجريات وإنما دفع \في اتجاه تحسين الأداء في مجال تحضير اللائحة الانتخابية في الآجال ووضعها في متناول الجميع وساهم في جهود الإسراع بإعداد اللوازم الانتخابية وتوفيرها على عموم التراب الوطني.
إزاء هذه التطورات الديناميكية المتسارعة ينقسم الرأي العام الوطني إلى مشككين لا يأملون خيرا من لجنة أثمرتها شجرة محاصصة سياسية باهتة تواجهها مصاعب جمة لن يكون آخرها انشطار المشهد السياسي بشكل عبثي على مستوى الترشحات، وبين متفهمين ينظرون إلى القسم العامر من كوب لجنة الانتخابات ويتطلعون بشيء من التفاؤل إلى مآلات الشأن الانتخابي.
ولا يتوقع المتابعون أن يتغير هذا المشهد على المدى القريب ولكنهم لا يستبعدون بعد انقضاء العمليات الانتخابية الحالية أن يعهد لولد بلال بإجراء تقييم وإعادة هيكلة تمهيدا لرئاسيات 2019 التي ستظل الاستحقاق الوطني الأبرز.