يتوجه الموريتانيون اليوم 31 أغسطس 2018 بالنسبة للعسكريين وقوات الأمن وغدا فاتح سبتمبر بالنسبة للقطاعات المدنية إلى صناديق الاقتراع على عموم التراب الوطني في انتخابات بلدية وتشريعة وجهوية يتنافس فيها 98 حزبا سياسيا ويترشح الاستحقاقاتها المختلفة أزيد من 50 ألف مترشح ومترشحة تباروا على مدى 15 يوما في حملة مهاترات عبثية فولكلورية باهتة خلت من البرامج الجادة وخيم عليها هاجس المأمورية الثالثة التي أربكت المشهد رغم عدم دستوريتها وأثرت على مصداقيتها التنظيمية طبيعة لجنة الانتخابات التي تحولت إلى ودادية لأحزاب محفظية مهرولة لا يتجاوز سقف طموحها المشاركة والاستفادة من فتات كعكة النظام أي نظام، وتقدمت أحزاب مجهرية تصارع كي تحصل على ما فوق 1% كي تستمر في الوجود وانخرطت المعارضات الناصحة والناطحة والمنزلة بين المنزلتين في المسار مترنحة منهكة وخاوية الوفاض من أية خيارات بديلة وفتح شعار تجديد الطبقة السياسية الذي هو كلمة حق أريد بها باطل الباب أمام ترشيحات بعض أصحاب البرص والسماسرة والمهربين ولشبان أخفقوا في الدراسة وفشلوا في التجارة فانخرطوا في السياسية عارضين شبابيتهم الشكلية التي لا يسندها طموح ولا يغذيها فكر مستنير.
من كل هذا المشهد العبثي يستبعد المراقبون أن يخرج الموريتانيون بأي خيار جديد أو أن يفتح أمامهم أي أفق والخشية كل الخشية هي أن يزداد الوضع تعقيدا بفعل النتائج فالمتوقع هو أن يفوز حزب جديد حزب البطاقات اللاغية فوزا كاسحا يليه حزب الرئيس الذي انتسب له على الورق أزيد من مليون موريتاني ثم تأتي الاحزاب العتيدة متفاوتة في المرتبة الثالثة وبعدها تتوالى متتالية الأحزاب المحفظية بنسب زهيدة تجعلنا أمام مشهد منفجر لا ناظم له، مشهد يجعل واقع ما بعد الانتخابات مفتوحا على كل الاحتمالات.
وأيا كانت النتائج فإن هاجس المأمورية الثالثة سيظل يسد أفق التناوب والتداول ولن تتطور الأمور نحو أفق جديد إلا بعد قرار واضح وصريح من الرئيس بالخروج الآمن أو بالبقاء المؤمن إذا كان هنالك بقاء مؤمن.
أحميدوت ولد أعمر