الكل يعترف اليوم بوجود أزمة حقيقية تعيشها المدرسة. وهذه الأزمة تتجلى في:
البون الشاسع بين القيم التي تجسدها وتنقلها المدرسة وتلك التي يفرضها التطور الثقافي والاقتصادي والاجتماعي.
الرسوب المدرسي الذي يعاني منه الكثير من التلاميذ، حيث يقبعون على مقاعدهم الدراسية ذاتها لسنتين متتاليتين أو ثلاث.
أزمة سلطة الآباء والمدرسين التي تعود إلى امتناع الكبار، من آباء ومدرسين وقادة سياسيين عن تحمل مسؤوليتهم عن الواقع. فسلطة الكبار لا يستمدونها فقط من المعارف والتجربة الإضافية التي يتمتعون بها، ولكنها تقوم بالأساس على اعترافهم بالمسؤولية عن العالم الذي يزجوا بأطفالهم فيه.
يكتسي التعليم طابعين : الأول يتعلق بالسمو بالطفل لينمو ويزدهر. أما الثاني فيتمثل في إعداده لكي يتسنى له العيش في العالم كما هو. فمسؤولية الكبار هي حماية الصغار من العالم وأيضا حماية العالم منهم، لكي لا يمثل صعود الجيل الجديد ثورة على العالم.
إن إعلان سنة 2015 "سنة للتعليم" يمثل فرصة سانحة لمعالجة أزمة التعليم.
ننتظر من المدرسة الجمهورية أن تعلم أطفالنا كيف يعيشون معا وأن تربى فيهم روح المواطنة.
فالثقافة المدرسية لا يمكن أن ننظر إليها كأداة مسخرة لخدمة هيمنة الميسورين فقط، بل هي أيضا وسيلة تحرر لكل من يكتسبها.