يجري التفكير في اجراءات ملموسة تتخذها موريتانيا في اعقاب الزيارة الناجحة لرئيسها للملكة العربية السعودية تكون داعمة لمجريات ومآلات عاصفة الحزم.
وما ينتظره الأشقاء السعوديون خطير ومجهول العواقب، وما تستطيع موريتانيا أن تقدمه محدود ودفعت مقدمه سلفا حين دعمت العاصفة.
نقول إن ما يطلبه الأشقاء مكلف ولا يمكن أن يمنح بقرار مزاجي انفعالي تأثري بأجواء حفاوة الزيارة، فهم قد ينتظرون مشاركة موريتانيا في قوة برية عربية مشتركة تؤمن ملاذ هادي منصور في عدن، وموضوع مشاركة موريتانيا في قوة من هذا القبيل يستحق التروي والحذر ويتطلب حسابات دقيقة منها تجهيز هذه القوة وتدريبها وإيجاد بديل أمني لسد الفراغ الذي تتركه مغادرتها ومنها اتخاذ كل الاحتياطات للحفاظ على أرواح جنودنا الغالية التي لا تقدر بأي ثمن، لكن الموضوع قابل للدراسة من حيث المبدأ.
أما ما يخطط له الأشقاء من إقحام موريتانيا في حرب دعوية أخرى لمواجهة التشيع في الغرب الإسلامي فأتمني أن يكون بالقلب واللسان وأن لا يصل حد دفع موريتانيا لقطع علاقاتها الدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
فإيران دولة محورية كبرى في الشرق الأوسط والشيعة يمثلون ربع المسلمين عبر العالم وقطع العلاقات أبغض حلال العمل الدبلوماسي الذي تقدم عليه دولة في حق أخرى دون مبررات خطيرة، وقد لدغنا من هذا الجحر مرات عديدة وأدركنا إن كنا نتدبر الأمور أنه يضر ولا ينفع وليس هنالك ما يبرره، فمصالحنا قائمة مع السعودية ومع إيران ولا ينسخ بعضها بعضا، وقائمة مع مجموعة من الدول من حولهم في فضاءات أوسع، والدول تحركها مصالحها المتغيرة، والدبلوماسية كما السياسية فن تحقيق الممكن بالوسائل المتاحة "وخير كوام من جياب".
فلنحافظ على علاقاتنا مع الجميع ولنزن الأمور بميزان العقل والروية ميزان المصالح المشتركة، فحظوتنا الحالية عند هذا الطرف أو ذاك زائلة بزوال مسوغاتها والباقي هو العلاقات المعبرة عن المصالح المشتركة.
عبد الله محمدو للتواصل: https://www.facebook.com/dedehmed