ظهر الرئيس في خرجته مساء أمس بشكل مريح رغم أنه جلس على طاولة زاوية تخصص عادة للأركان القصية من صالونات الرئاسة وفي حديقة يكثر خشاشها في فصل الخريف .. ورغم جلوس صف رسمي خلف الرئيس شاركه الصورة ككومبرس بشكل لا مبرر له فنيا ولا مسوغ له بروتوكوليا فإن فخامته تحدث بطلاقة وجه وسيطر على مشاعره وانفعالاته في معظم الأحيان، بل حاول استنباط روح الدعابة وحاول ماوسعه ذلك أن يظل منشرحا إلا في حالات المسائلة حول المأمورية الثالثة وحول "تواصل" .. في تلك اللحظات بالذات عادت حليمة إلى سابق عهدها فالمأمورية الثالثة أنهكت الرئيس قبل أن تبدأ واحتلت صدارة خرجاته على مدى سنتين وما يزال يدحرجها في كل الاتجاهات وتوشك أن تفسد عليه نهاية الثانية .. وبكل أسف أخفق الطاقم الصحفي الذي كان مميزا وأخفق في طرح أسئلة مغلقة حول موضوع المأموريات من تلك التي تجاب بـ: "نعم" أو "لا" أو لا تجاب وجاءت الأسئلة مفتوحة مما أعطى الرئيس هامشا لغموض وضبابية وأحيانا تناقض الإجابات .. وخابت آمال الموالين والمناوئين والمحايدين الذين ترقبوا أخيرا إجابات واضحة ونهائية بشأن المأمورية.
في موضوع "تواصل" لم يكن الرئيس مقنعا فما دام وصف المرجعية الإسلامية بأنها للجميع فتواصل من هذا الجميع .. ولم يفصح الرئيس عن أية مآخذ جوهرية على الحزب الذي نافسه واستطاع مواجهة أحزاب الدولة والأغلبية وآخرين من دون ذلك .. وطور خطابا فعالا وحقق نتائج مشرفة جعلت منه المنافس الأول.
لم يوفق الرئيس في إرسال رسائل واضحة أو محددة للداخل والخارج فكل أطروحاته كانت تبريرية مجترة تنبئ أن لا جديد في نهاية المأمورية الثانية.
بالنسبة لموضوع الحكومة يستشف من كلام الرئيس أنها ستعين ويستنبط أن وزيرا أول انتهت ولايته كان يجلس على ميمنته وأن آخر في طور التكليف كان يجلس في ركن قصي من الصحف الخلفي.
بصورة عامة كانت الخرجة مقبولة من حيث الشكل مخيبة للآمال من حيث الجوهر.
أحميدوت ولد أعمر