فى زيارتى لمعرضِ الكتاب بالعاصمة تونس الخضراء والذى أنتهى منذ أيام تعرضت لمئات من دور النشر التى تعرض كتبها وأدبها، كنت أتوقف بين الحين والآخر أمام البعض منها لاقتناء معروضاتها فالمعرض كان فرصة للتعرف على ثقافات متنوعة وكتاب لم أقرا لهم مسبقا.
وبينما أسير وأقتنى توقفت أمام دار للنشر تتبع الجمهورية المصرية العربية وتلاحظ أمامى أسم جديد لكتاب توقعت فى البداية أنها دراسة اجتماعية لمنطقة ما هام فى تاريخ التنظيمات الارهابية ليشد انتباه كلمة رواية.
شدتنى كلمة الرواية" "" إنه الصراع الأبدي المتوارث منذ خلق البشرية بين الخير والشر، وطالب الدنيا وسائل الآخرة، والساعي للحق والداعم للباطل.ولعل الشيطان كان يبحث دائما عن معين في الدنيا ورفيق بالنار، وعندما وجد الكثيرين من بنى آدم ينغمسون في ملذات مملكته، زاد طموحه وانتعشت آماله ، وسعى لضم فريقٍ من الصالحين إليه، فوسوس لهم بشدة الالتزام، حتى تمكن التشدد والتنطُّع منهم، ليضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنع".
تلك الكلمة التى أعتبره أحد أفضل الكلمات السياسية الثقافية الاجتماعية كلمة تعبر عن عقلية واعية مدركة لحقيقة واقع نعيشه ونعانى فيه من اصحاب الافكار المتشدده القاتلة ،ولانى من محبى الروايات السياسية فقررت أقتنائها.
رواية قندهار للكاتب المصري أحمد حسين حالة أدبية سياسية رائعة لاتسطيع تركها مع الامساك بأولى ورقاتها لتتفاجئ بعد مرور 4 فصول كاملة بمقتل البطل الرئيسى للرواية تحتار وتفكر عن كيفية استكمال أحداثه ومن سيكون البطل، لتجده يبرز ببراعة بطل جديد للرواية عمره 7 سنوات .
الرواية تتناول فى 250 ورقة الاحداث العالمية و فى الوطن العربي من 2001 م وحتى تاريخ غير محدد يتنبأ فيه بإنهيار مصداقية الولايات المتحدة امام العالم. ، قندهار دراسة سياسية أجتماعية تبحث فى النفس البشرية وأسرارها وتأثير السياسة على الضمائر البشرية ومدى التغير الذى ينتج على الاشخاص نتيجة اغراء السلطة .
الكاتب الشاب يتميز باسلوب سردى جديد للرواية من الممكن ان نطلق عليه " الاسلوب السردى الرياضى" الذى يجعلك دائما متشوق لمعرف النتائج بعد وضع الفروض وتطبيق النظرية والبحث عن اسباب النتائج.
الرواية تمتاز بأختيار الالفاظ العربية الجامعة بين ماهو عام وماهو فصحى وتتميز الكتابة بالانتقال السهل والسلسل بين الفصول ، ولا أنكر أن النصف الثانى للرواية كان أكثر أمتاعاً عن أوله فحين أبتعد الكاتب عن السياسة وانغمس فى الحب والانتقام ذهبت السياسة لنتفاجئ برواية جديده عن بدايتها.
وتبقى نهاية الرواية الغريبة عن النهايات المتداولة فهى نهاية مفتوحة تؤكد ان السياسة دائما ماتقتل نسائم الحرية والحب تجعل الدين خاضع لاوامرها ونادرا ماتجد من يقاوم شرورها. قندهار رواية تعبر عن قتل السياسة لنسائم الحرية.