يحضر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، افتتاح واحد من أكبر المساجد الأوروبية بمدينة كولون الألمانية.
وتأتي مراسم الافتتاح في إطار زيارة رسمية تهدف إلى تخفيف التوتر بين تركيا وألمانيا. ولكن الخلافات لا تزال قائمة بين البلدين بسبب حملة الاعتقالات التي شنتها أنقرة عقب إفشالها محاولة انقلاب عسكري في عام 2016.
وقد عبر الزعيمان عن رغبتهما الحذرة في التقارب وتحسين العلاقات المضطربة منذ عامين، ولكن المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، ألحت على أن استمرار "خلافات عميقة" تتعلق بالحقوق المدنية وقضايا أخرى.
ووضعت السلطات الألمانية تدابير أمنية خاصة في كولون التي فيها جالية تركية كبيرة.
وتجمعت أعداد من أنصار أردوغان ومناوئيه في المدينة للتعبير عن مواقفها.
وتقول الشرطة المحلية إنها تعمل على تأمين أكبر تظاهرة شهدتها المدينة، ويتوقع السماح بحضور مراسم الافتتاح لنحو 5 آلاف شخص فحسب، لأسباب تتعلق بسلامة الناس.
وامتنعت عمدة كولون، هنرييت ريكر، ورئيس الحكومة المحلية، أرمين لاشيت، عن حضور الافتتاح بسبب تزايد الانتقادات للرئيس التركي.
وتوترت العلاقات بين البلدين بعدما انتقدت برلين حملة الاعتقالات التي طالت معارضين عقب محاولة الانقلاب العسكري عام 2016. وخفت حدة التوتر بعد الإفراج عن مواطنين ألمان من أصول تركية هذا العام. ولكن خمسة منهم لا يزالون معتقلين.
وألحت ميركل، التي تؤوي بلادها 3 ملايين شخص من أصل تركي، على ضرورة مواصلة الحوار لتجاوز الخلافات، خاصة فيما يتعلق "بقضايا الديمقراطية والمجتمع المنفتح".
ولكنها أكدت أيضا على مصلحة ألمانيا في أن تكون تركيا "مستقرة"، لأنها تساعد في وقف تدفق اللاجئين على حدود الاتحاد الأوروبي.
ويسعى أردوغان إلى التقرب من حلفائه الأوربيين بسبب الخلافات مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، واهتزاز اقتصاد بلاده.
ولكنه قال إن ألمانيا لا تفعل ما ينبغي فعله مع آلاف المتشددين الأكراد الموجودين على أرضها. واشتكى من رفض برلين ترحيل أتباع فتح الله غولن، الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب العسكري.
ويزور أردوغان ولاية شمال الراين التي تقيم فيها جالية تركية كبيرة أغلبها من العمال الذين وصلوا إلى ألمانيا في الستينات.
وانتهى إنجاز مسجد كولون الكبير عام 2017 بعد 8 أعوام من أعمال البناء .