أكد وزير التهذيب الوطني السيد اسلمو ولد سيد المختار ولد لحبيب، أن السياسة العشرية للقطاع مكنت من تحقيق جودة النوعية التربوية وتوسيع العرض المدرسي وقيادة النظام التربوي وتسييره على الوجه الأمثل لجعل المدرسة ملاذا آمنا يستعيذ به التلاميذ من صولات الجهل وجولات الجنوح والأفكار والمسلكيات الهدامة وحضنا تربويا حنونا يتلقون فيه من المعارف والمهارات ما يخولهم مسايرة التطور العلمي والتكنولوجي والارتقاء بالبلاد والأمة إلى مصاف الأمم المتقدمة.
وأضاف في خطاب بمناسبة افتتاح العام الدراسي الجديد 2018/2019 أن منظومتنا التربوية تهدف الى ترسيخ العلم والمعرفة والقيم النبيلة في نفوس ناشئتنا أملا في تكوين أجيال تعي ما سيناط بها من مهام لا بد لتحملها من الاعتداد بالعلم الذي يخدم الأمة ويرسي قواعد وأسس التنمية طبقا لتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز وبرنامجه الانتخابي في مجال التعليم باعتباره الأساس الجيد لكل رقي وسر كل تنمية شاملة وأداة فعالة لمواصلة السير على درب التقدم والتنمية المؤسسة على القيم العلمية والأخلاقية.
واستعرض الوزير الإنجازات التي تحققت في مجال التمدرس وتحسين أداء المنظومة التربوية.
وفيما يلي النص الكامل لهذا الخطاب :
"بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة ومعلما للأمم.
أيتها الأسرة التربوية الكريمة،
اسمحوا لي أن أعبر لكم عن شعوري بالسعادة والسرور ونحن نستعد لاستقبال السنة الدراسية 2018 – 2019، وعودة أبنائنا لمقاعد الدرس لأخذ جرعات جديدة من رحيق العلم والمعرفة والقيم النبيلة التي تهدف منظومتنا التربوية إلى ترسيخها في نفوس ناشئتنا أملا في تكوين أجيال تعي ما سيناط بها من مهام لا بد لتحملها من الاعتداد بالعلم الذي يخدم الأمة ويرسي قواعد وأسس التنمية طبقا لتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز وبرنامجه الانتخابي في مجال التعليم باعتباره الأساس الجيد لكل رقي وسر كل تنمية شاملة وأداة فعالة لمواصلة السير على درب التقدم والتنمية المؤسسة على القيم العلمية والأخلاقية، وهو ما عملت حكومة معالي الوزير الأول المهندس يحيى ولد حدمين على تنفيذه برسم السياسة العشرية القطاعية 2011-2020 للرفع من جودة وأداء منظومتنا التربوية.
لقد مكنت هذه السياسة العشرية القطاعية من تحقيق جودة النوعية التربوية وتوسيع العرض المدرسي وقيادة النظام التربوي وتسييره على الوجه الأمثل لجعل المدرسة ملاذا آمنا يستعيذ به التلاميذ من صولات الجهل وجولات الجنوح والأفكار والمسلكيات الهدامة وحضنا تربويا حنونا يتلقون فيه من المعارف والمهارات ما يخولهم مسايرة التطور العلمي والتكنولوجي والارتقاء بالبلاد والأمة إلى مصاف الأمم المتقدمة بالارتواء من معين العلم والأخلاق الذي لا شية فيه، وتفادي حبائل هواة هدم الأمم وقتلة أحلام وآمال الشعوب بسلاح ظاهره العلم وباطنه التطرف، ولذا يسعى نظامنا التربوي إلى خلق جيل غير متعلم فحسب، بل واع أيضا خطورة استخدام العلم لأغراض لا تخدم الأمة والوطن والبشرية جمعاء.
ومن أجل ذلك، عمل القطاع من خلال الخطة العشرية على إجراء تشخيص للنظام مكن من تحديد الأولويات الثلاث: تحسين نوعية ومهنية هيئة التدريس، تنظيم العرض المدرسي، وتسيير المدارس وترقية تدريس العلوم لبناء نظام مدرسي صلب قادر على تطوير المهارات الضرورية لنمو البلد؛ كما قام بجملة من الأنشطة الهادفة إلى تنمية وتعميم التعليم العلمي النوعي وترقية الامتياز وتوفير المُدخلات بغية تعزيز فاعلية القطاع الداخلية والخارجية ومواكبة التطور الحاصل في مؤشرات التهذيب وفي أعداد التلاميذ والمدرسين والمدارس والقاعات ، وقد تجسدت مختلِفُ خطط العمل المنفذة في حصيلة تربوية هامة خلال السنة الدراسية 2017 – 2018 نذكر منها:
في مجال البنى التحتية:
- متابعة تنفيذ سياسة القطاع في مجال البنى التحتية وتسلُّم 23 مدرسة و 5 إعداديات و78 قاعة دراسية، وتجري حاليا أشغال بناء 41 مدرسة و7 إعداديات و 4 ثانويات و 38 قاعة دراسية؛
وفي مجال الحكامة الرشيدة تم إنشاء وتجريب نظام المعلومات للتسيير التربوي مع الإنشاء الفعلي للملف الرقَمي للتلاميذ والمدرسين؛ وتكوين نقاط الارتكاز للإدارات المتكفلة بهذا النظام المعلوماتي؛
ولتحسين النوعية التربوية وجودة التعليم فقد تم خلال السنة الماضية:
- تعزيز أعداد المدرسين لتلبية الطلب المدرسي باكتتاب 406 معلمين و284 أستاذا وتحسين ظروف التعويض بزيادة علاوة الطبشور بنسبة 50%؛
- تنظيم النسخة الثانية من جائزة رئيس الجمهورية للعلوم التي ساهمت كثيرا في تحسين نوعية نظامنا التربوي، من خلال ترقية تدريس المواد العلمية، وتنمية روح التنافس البناء، واكتشاف مهارات جديدة. وإحداث شغف بالبحث، والتأسيس لثقافة التميز والتعليم العلمي النوعي؛ كما استفاد الفائزون فيها من جوائز عينية معتبرة سلمها فخامة رئيس الجمهورية خلال حفل نُظِّمَ يوم 31 مارس 2018 في قصر المؤتمرات؛
- متابعة سياسة القطاع فيما يتعلق بإنتاج وتوزيع الكتب، حيث مكن صندوق دعم النشر المدرسي من توزيع 368.100 كتاب مدرسي بأسعار رمزية، ووزعت مجانا 243.000 كتاب لصالح تلاميذ المناطق الأقل حظوة، كما وزعت حوالي 4.000 نسخة تجريبية من برامج التعليم الأساسي والتعليم الثانوي وطباعة 120.000 كتاب في مختلف التخصصات والمستويات وأكثر من 48.000 نسخة من كتاب "النفيس" في المواد العلمية واللغات وطباعة 400 نسخة من كتيبات تتضمن تمارين مصححة للروابع والسوابع الثانوية وأنشئ أرشيف رقمي لجميع الكتب بعد تصحيحها؛
- توسعة مؤسسات الامتياز بافتتاح ثانويتي امتياز في روصو وكيهيدي؛
- إعادة كتابة وتجريب برامج جديدة للتعليم الأساسي وافتتاح 36 مدرسة أساسية لتجريب البرامج؛
- تعزيز قدرات المفتشين في المجالين التربوي والديداكتيكي؛
- تكوين وتقويم المهارات والمكتسبات في مدراس تكوين المعلمين والتكوين الفني والتربوي لمكوني مدارس تكوين المعلمين على أجهزة مختبرات اللغات؛
- تكوين مكوني مدارس تكوين المعلمين على استعمال تقنيات الاتصال الجديدة في تكوين التلامذة - المدرسين؛
- دعم التأطير عن قرب من خلال لامركزة مفتشية التعليم الثانوي، بإنشاء أقطاب أربعة جهوية
- تكثيف التأطير التربوي عن طريق التفتيش والمتابعة وتنظيم ورشات لتجريب وإجازة البرامج الجديدة وضبط التوقيت المخصص لمختلف المواد ومواءمته مع محتوياتها الجديدة؛
- تنظيم ملتقى تكويني لمنسقي المواد والأساتذة؛
- إعداد الأدلة المصاحبة للبرامج الجديدة؛
- تقويم مكتسبات التلاميذ وإنتاجية المدرسين على مستوى بعض مؤسسات الامتياز؛
- توفر قاعدة بيانات موثوقة تتعلق بتسير الأشخاص والسهر على احترام معايير تحويلات وترقيات هيئتي التأطير والتدريس وإعادة توزيع الأشخاص على أسس موضوعية؛
- إنتاج وتسجيل وبث 110 دروس عن طريق التلفزة المدرسية. وقد كانت هذه الدروس عصارة فكر نخبة مصادرنا البشرية، لذا ساهمت في استغلال الفضاء السمعي البصري وخلق تنافس إيجابي بين مؤسسات التعليم الثانوي وتحسين مكتسبات تلامذة الأقسام النهائية، كما شكلت فرصة لاقتناء أفضل المراجع وجمع المعلومات والمعارف الثمينة وإشراك الأهالي في العملية التربوية؛
- دعم تمدرس البنات بتوزيع مذكرات في المواد ألأساسية للسابع العلمي والرابع الإعدادي، ومنح 3.500 بنت في ثلاثين مؤسسة ثانوية واستفادة حوالي ألفي بنت من فضاءات آمنة في ثلاثين مؤسسة ثانوية في ولايات الحوضين ولعصابه وكيدماغا وتنظيم دروس تقوية لصالح الأقسام النهائية في المواد الأساسية بمعدل 8 ساعات شهريا لكل مادة، وتوفير 8 مقاهٍ رقَمية مجهزة في: النعمه، تنبدغه، العيون، تامشكط، كيفه، كرو، سيلبابي وومبو؛
- إنشاء شبكات للنجاح المدرسي لصالح المناطق ذات الأولوية التربوية وتوزيع تجهيزات مكتبية وألواح الطاقة الشمسية وحملات تحسيسية في هذه المناطق؛
- تنظيم إحصاء مدرسي شمل جميع المؤسسات التربوية العمومية والخصوصية، ومكن من جمع المعلومات الضرورية؛
- مراجعة النصوص المنظمة للباكلوريا وشهادة الدروس الإعدادية؛
- تحسين ظروف سير الامتحانات الوطنية وتنظيمها وتعزيز الرقابة واتخاذ إجراءات خاصة لمكافحة الغش وإنجاز تقويم لكفاءات أساتذة المواد العلمية في تصحيح الباكلوريا؛
- تنظيم حملة لتنقية حقل التعليم الخصوصي للتأكد من احترام التشريعات والتسيير الطبيعي لمؤسسات التعليم الخاص ومطابقة التعلمات فيها للبرامج الرسمية وإنشاء قاعدة بيانات هدفها التحكم في المعطيات ومتابعة المسار الدراسي للتلاميذ؛
- تحسين تسيير وقيادة الإدارات المركزية والمؤسسات تحت الوصاية؛
- تحسين تسيير المصادر البشرية بإنشاء نظم وأدوات تقنية ومكانيزمات مؤسسية ملائمة كعقلنة وتوزيع واستخدام المدرسين ومحاربة تغيبهم؛
- متابعة سياسة التجميع التي أثبتت نجاعتها في رفع نسبة المدارس المكتملة وتحسين ظروف التعلم؛
- اتخاذ الإجراءات المناسبة لضمان افتتاح دراسي ناجح
أيتها الأسرة التربوية الكريمة
تلكم كانت نماذج مما حققه القطاع خلال السنة الدراسية المنصرمة مما مكن من رفع نسبة النجاح في الامتحانات الوطنية وتحسين جودة المخرجات التربوية، وسيتواصل العمل بحول الله على تنفيذ خطة العمل بغية ترقية الحكامة الرشيدة للقطاع والتحكم الجيد في تسييره المعقلن للحصول على أفضل النتائج على المستوى الكمي (الولوج وتسيير التدفق)،والمستوى الكيفي (نوعية التعلم ووجاهة التكوينات في مختلف مستويات النظام) وإيجاد الحلول المناسبة للإشكاليات ذات الأولوية، كما سيتم العمل على:
- متابعة التكوين المستمر للمدرسين والمسيرين والمؤطرين وتعزيز التفتيش والتقويم التكويني وتنظيم المسار المهني للمدرس من خلال متابعة مسار التحويلات والترقية والتحفيز
- مراجعة الخريطة المدرسية وتحديد معايير التجميع وتسيير المدارس ودعم البنى التحتية؛
- ترقية تدريس العلوم وتشجيع إرساء الثقافة العلمية وتنويع الشعب العلمية على مستوى الثانويات؛
- إعداد قاعدة بيانات صلبة لمتابعة مسار تلامذة ومدرسي التعليم الخاص؛
- تثمين دور مديري المدارس وكذا رابطات آباء التلاميذ؛
- تعزيز مساهمة مجموع شركاء المدرسة باعتماد نموذج لجان تسيير المؤسسات المدرسية الذي ستتم مراجعته ومواءمته لهذا الغرض؛
- إنجاز مسح إحصائي لنشر دليل إحصائي لسنة 2018-2019؛
- إدخال تعليم المعلوماتية للسنة الخامسة من شعبة الرياضيات؛
- تكوين المعلمين في اللغات؛
- دعم قدرات أشخاص المفتشية المكلفة بالتعليم الثانوي ومنسقي الأقطاب الجهوية؛
- دعم قدرات المفتشين في مجال التخطيط المدرسي والتقويم؛
- فتح 30 كشكا جديدا لبيع الكتب المدرسية
- إعادة تنظيم الشعب، وتحديث البرامج الدراسية والأدوات والدعامات التربوية والديداكتيكية؛
- تحسين الولوج بتعزيز البنى التحتية وخاصة في المناطق والولايات الأقل حظوة؛
- تحسيس الشركاء المحليين بجدوائية التعليم وأهمية وجود بيئة مدرسية ملائمة لزيادة مكتسبات التلاميذ العلمية؛
- تنفيذ سياسة الصيانة بإعداد دليل إجراءات التأهيل والصيانة.
أفراد الأسرة التربوية الكريمة
إنني على يقين تام بأن القطاع ما كان له أن يحرز هذه الحصيلة لولا مؤازرتكم ولولا جهودكم المذكورة والمشكورة والتي أرجو أن تبقى كما كانت متضافرة وملتحمة بجهود قطاعنا، مجسدين بذلك التشاركية البناءة في أبهى صورها للنهوض بالمدرسة الموريتانية وتربية تلاميذنا تربية تناسب المسؤوليات والمهام التي تنتظرهم والتي لا شك أنكم تدركون ما تتطلبه من حسن استغلال للوقت والسير على درب النجاح المحفوف فعلا بالمتاعب وهجر مواطن الفشل والكسل حتى نتمكن سويا من الاستعداد لمواجهة تحديات الانفتاح على العالم بامتلاك التكنولوجيا وارتقاء سلالم التقدم بخطى واثقة قوامها العلم والعمل لمجاراة الأمم المتقدمة والمساهمة في تنفيذ مشروع فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز لبناء وأمن واستقرار وطننا إيمانا منه بأن رأس المال البشري ثروة لا تنفد وبأن ضمان النمو والازدهار هو العلم والمعرفة.
وأعلن على بركة الله افتتاح السنة الدراسية 2018 – 2019.
عاشت موريتانيا سائرة بثبات على درب التقدم والأمن والاستقرار.
عاشت المدرسة الموريتانية رمزا للعلم والمعرفة والأخلاق النبيلة.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته."