اعتبر الدبلوماسي والمبعوث الأممي السابق أحمد ولد عبد الله أن جيران موريتانيا " في المغرب العربي (الجزائر والمغرب وتونس) مندهشون من حماسنا وسرعة تفاعلنا مع الأزمات المتكررة في الشرق الأوسط".
وأشار ولد عبد الله في مقال نشره باللغة بالفرنسية إلى أنه "في الوقت الذي كان فيه المغاربيون ينتظرون ويراقبون، من أجل تفادي تأجيج وضع متوتر بالفعل، فإن بلدنا وباندفاع، سارعت بإشاعة قطع العلاقات مع إسرائيل وبشكل ادراماتيكي، والدخول في الخلافات الداخلية بين الإخوة في مجلس التعاون الخليجي من خلال قطع العلاقات مع واحدة من دول المجلس".
وذكر ولد عبد الله – وهو وزير خارجية سابق، ونائب سابق للأمين العام للأمم المتحدة – بأنه "في الماضي كانت للخلافات بين أنظمة مصر وليبيا والعراق أو بينها وبين الأنظمة الملكية الخليجية آثارها الجانبية في الداخل الموريتاني"، لافتا إلى أنه "تم سجن موريتانيين عدة، مرة بحجة أنهم بعثيون، قذافيون، قوميون عرب، أو ماركسيون، إلخ".
وشدد ولد عبد الله على أن "الأزمات المعقدة و المستديمة - بشرية وسياسية واقتصادية ومالية - التي عانى منها الشرق الأوسط لم تسلم منها موريتانيا وتم جرنا دوما للدخول فيها كطرف"، منبها إلى أنه "في نفس الوقت الذي حرصت فيه الكويت وعمان، وهما الدولتين العضوين في المجلس، على التزام الحياد، لأنها ستلعب بلا شك دورًا مستقبليًا في إيجاد حل للأزمة الخليجية".
وأضاف ولد عبد الله "بهذا التسرع، أصبح بلدنا وكأنه أحد أصحاب المصلحة. كما سبق، في سنوات 1990 و2003 عندما كان العراق في حالة حرب مع دول مجلس التعاون الخليجي".
وتساءل ولد عبد الله قائلا: "لماذا إذن التورط في شجار بين الأشقاء تم تجنبه بعناية من قبل الجزائر والمغرب وتونس وأيضا من قبل جيراننا في الجنوب السنغال ومالي؟".
واعتبر ولد عبد الله أن الأزمة الخليجية القائمة "لديها دوافع وأسباب من أهمها طبيعة الروابط والعلاقات التي تحتفظ بها قطر مع بعض الحركات الإسلامية الدولية. واعتبارات أخرى منها عدم موافقة تلك الدول على استضافة قطر لكأس العالم لكرة القدم في العام 2022 في قطر، وهو ما لعب الدور الأبرز في تسريع الانشقاق الخليجي".