استنكر وزير الداخلية الباكستاني تشودري نصار علي خان تصريحات لوزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، انتقد فيها موقف إسلام آباد من المشاركة في عملية عاصفة الحزم، واعتبر خان أنها تصريحات تنتهك الأعراف الدبلوماسية.
وكان الوزير الإماراتي انتقد تصويت النواب الباكستانيين ضد دخول بلادهم مباشرة في عاصفة الحزم التي تشنها عشر دول إقليمية ضد جماعة الحوثي وحلفائها في اليمن، ووصف قرقاش نتيجة التصويت على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي تويتر بالمتناقضة والخطيرة وغير المتوقعة.
وأضاف أن "باكستان مطالبة بموقف واضح لصالح علاقاتها الإستراتيجية مع دول الخليج العربي"، موضحا أن مواقف باكستان "تكلفتها عالية".
ورد وزير الداخلية الباكستاني ببيان صدر أمس الأحد على تصريحات قرقاش، وقال "هذا ليس فقط أمرا مثيرا للسخرية، ولكنها كذلك لحظة للتفكير بأن وزيرا إماراتيا يوجه التهديدات إلى باكستان"، معتبرا تصريح الوزير الإماراتي "انتهاكا فاضحا" لكل الأعراف الدبلوماسية.
وأضاف خان أن "باكستان بلد فخر وعزة ويكن مشاعر أخوية لشعب الإمارات والسعودية، ولكن هذا التصريح من وزير إماراتي هو بمثابة إساءة لعزة نفس باكستان، وشعبها وهو أمر غير مقبول".
وصادق البرلمان الباكستاني الجمعة بالإجماع على قرار جاء فيه أن على باكستان أن تقوم بدور الوسيط وألا تتورط في القتال، مع التأكيد على استعداد البلاد لتقديم الدعم التام للسعودية في حال بروز تهديد لوحدة التراب السعودي.
البرلمان الباكستاني أقرّ بالإجماع التزام الحياد بشأن التدخل العسكري (الصحافة الباكستانية)
التزامات باكستان
وتعليقا على الموقف الباكستاني، قال وزير شؤون الأقاليم والمناطق الحدودية الباكستاني عبد القادر بلوش، في حديث للجزيرة، إن قرار البرلمان لا يعني تراجع بلاده عن أي موقف، حيث لم تقدم باكستان أي التزام بشأن تدخلها في العملية، مضيفا "نعتبر أنفسنا بلدا سياديا بعيدا عن مكان الحرب".
وشدد الوزير الباكستاني على أن بلاده لم تعلن سابقا دعمها لعمليات التحالف العسكرية على الأراضي اليمنية، وأنها أكدت فقط دعمها لسيادة المملكة العربية السعودية على أراضيها والتزامها بالدفاع عن الحرمين الشريفين.
وأوضح بلوش أن بلاده ستتدخل عسكريا في حال تعرض سلامة الأراضي السعودية لأي تهديد، وأن ذلك سيلزم باكستان بالتدخل عسكريا، مضيفا أن السعودية لم تتعرض حتى الآن لأي تهديد منظم.
وردا على سؤال يتعلق بالهجمات التي يتعرض لها حرس الحدود السعوديون من قبل الحوثيين، قال الوزير الباكستاني إنه لا توجد هناك أدلة تؤكد وقوع هذه الهجمات، وإنه لا بد لبلاده أن تناقش مع السعوديين هذا الجانب للوقوف على آخر التطورات، مضيفا أن الجنود السعوديين ينتشرون في مواقعهم وأنهم مدربون جيدا وأثبتوا جدارتهم، وأن باكستان لن تتدخل إلا إذا كانت هناك حاجة لذلك في حال بروز أي خطر يهدد أمن السعودية.
يذكر أن وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف السعودي صالح بن عبد العزيز آل الشيخ قد وصل مساء الأحد إلى إسلام آباد لإجراء مباحثات مع رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف، حيث صرح آل الشيخ لدى وصوله بأن السعودية وباكستان تجمعهما "علاقة قوية ومتميزة ومستقرة ودائما من حسن إلى أحسن"، مضيفا أن القرار الذي اتخذه البرلمان الباكستاني هو "شأن داخلي خاص به".