حين تعلق الأمر بالشهيد معمر القذافي لم تشفع له هباته الحملاتية وكان الفرنسيون حسب مصادر موثوقة من قصف كتائبه في بداية الاحداث ولا حقه في نهايتها وقتله وسحله وخرب بلده.. وحين تعلق الأمر بلراناغباغبو قصف حرسه واخرج مذعورا من مخدع نومه واخرجت زوجته شبه عارية لينتهي به المطاف في محكمة الجنايات الدولية.. وحين جاء الدور على بليز كومباوري وضعت القفازات الناعمة وتولى الفرنسيون تأمينه وحمله مع كل عفشه وكل ما حوشه خلال ثلاثين سنة في طائرتين إلي يامسكرو وأمنت أمواله الخارجية المودعة في بنوك فرنسية وتجاسر الفرنسيون فاعلنوا وقائع فعلتهم الانقادية على العالم بل سربوا بأنهم كانوا قد عرضوا على الرئيس المطاح به تأمين الخروج وتأمين الحصول على وظيفة دولية.. أي منطق هذا؟ وأي كيل بمكاييل متباينة؟
الواضح أن خلية افريقيا فرنسا التي اعلن هولاند نهايتها ما تزال أمامها أيام طويلة وهي من تتولي تحديد مصير الرؤساء الصاعدين والهابطين وهي تتعامل معهم مذلة البعض رغم خدماته مكرمة البعض رغم نزواته وهذا يعني أنه لا يعول على هذا النوع من الصداقات فاعتبارات الحسم متوفرة لدى جانب واحد له اجنداته الخاصة التي لا تأتي كما يتوقع.
ليت الفرنسيين أدركوا قبل فوات الأوان أن الكيل قد طفح وأنهم جربوا كل العذيطات ولم يبق إلا واحدة هي ترك افريقيا وشأنها وترك شعوبها تختار قادتها أو تزيحهم كما تشاء وحينما تشاء.
عبد الله محمدو