من الصعب بل ومن المستحيل تبرير التعيينات الديبلوماسية الأخيرة التي طالت دوزينة من السفراء في بعثات وبلدان متباينة.
فبدل أن يتم تقييم ما أنجزه السفراء في بلدان انتدابهم السابقة ويزودوا برسالة مهام تحدد المطلوب منهم في بلدانهم الجديدة تحول الموضوع إلى عملية جزافية عبثية مشخصنة، فمن كانوا مقصرين ويستحقون المغادرة لم يغادروا لعلاقاتهم الزبونية ومن قصروا وأخلوا بالعمل ولم ينجزوا أي شيء تمت مكافأتهم بسفارات أخرى .. وسيكون على دافعي الضرائب أن يدفعوا ثمن هذه التنقلات السياحية التي لا تقدم ولا تؤخر وتكلف الخزينة العامة مبالغ باهظة لا مبرر لصرفها على الإطلاق، وكان يمكن أن توظف في أولويات أخرى.
رغم إدراكي لعدم تحمل وزير الخارجية لأية مسؤولية فإني كنت آمل ما دام يحظي بثقة الرئيس أن يترك بصمة من قبيل عقلنة التحويلات الديبلوماسية من خلال وضع أهداف مرحلية على مستوى دوائر العمل الديبلوماسي تترجم في محددات مرجعية ورسائل تكليف وبعدها يبحث عن الرجل المناسب للمكان المناسب وللمهمة المطلوبة، بعبارة أخرى كنت أنتظر أن يكون هنالك تخطيط وتنفيذ وتقييم لا أن تستمر دوامة العبثية الديبلوماسية ويستمر سفراء السياحة والفواتير المفبركة والمهام الزبونية المشخصنة يتصدرون المشهد، لكن أملي خاب فحليمة الديبلوماسية لم تبرح عادتها القديمة وإنما أصبحت تمارسها بشكل أكثر عبثية وأقل جدوائية.
أحميدوت ولد أعمر