يوم الثلاثاء الماضي كنتُ مشاركا في ملتقى دولي خارج البلد، وفِي افتتاح اللقاء، طلب أحد المؤطرين ـ بخفة ظل ـ من المشاركين تقديم أنفسهم مع ذكر هواياتهم..
تحدث قبلي أكثر المشاركين، فكانت هواياتهم بالأساس الرياضة بالعموم، وتخصيص كرة القدم في أحايين كثيرة..
قدمت نفسي ـ لما وصلني الدور ـ وقلتُ عن هوايتي: "كراهية الرياضة وكرة القدم خاصة حدَّ العداء، وقراءة كتب التراث"، ضحك الجميع باستغراب..
علمت زوال أمس فقط بموعد مباراة المرابطين مع منتخب بوتسوانا، فلم يعن لي الأمر في البداية شيئا، ومع قراءة بعض المنشورات التي تتحدث عن أهمية اللقاء، وكونه قد يؤهل منتخبنا لنهائيات كأس افريقيا للأمم، وأن هذه الفرصة ممكنة، انتابتني بعض مشاعر التعاطف، مخلوطة بتمني الفوز، لكن بسرعة غلبها موقفي الأصلي من الرياضة، وواصلت برنامجي العادي دون اهتمام..
علمت بالفوز والتأهل حين سمعت بعد المغرب أصوات الاحتفالات في الشارع، فدخلت مواقع الإنترنت برغبة جامحة لا إرادية أن يكون الفوز تحقق، فوجدته تحقق، غالبتني مشاعر ساخنة، لكن موقفي من الرياضة كتم أنفاسها، رغم أن مشاعر الجماهير في الشارع هزت موقفي..
اليوم، شاهدت فيديوهات من مشجع المنتخب الوطني "بَوْبَّ"، واحتفالات الكتيبة الموريتانية لحفظ السلام في وسط افريقيا، فأجهزت مشاعر هؤلاء بانتصار وطن على موقفي الشخصي من الرياضة فهزمته، وأنا الآن رياضي محتفل بفوز منتخب بلادي، وتأهله لأمم افريقيا..
نقلا عن صفحة القاضي أحمد المصطفي علي الفيسبوك