"إني مسيحيٌّ أجـلُّ محمدًا"../ أشعار 14 شاعرا معاصرا مدحوا الرسول صلي الله عليه وسلم

أحد, 04/19/2015 - 11:30

"إني مسيحيٌّ أجـلُّ محمدًا".. لم يكن شطرا من بيت شعري متفرد، يصوغه جاك شماس الشاعر العربي المسيحي في مدح النبي محمد (خاتم المرسلين)، وإنما امتداد لأكثر من 14 حالة شعرية مماثلة في العصر الحديث.

ثمة دراسة أدبية رصدت عام 2012، في مجلة الأزهر هذه الظاهرة، يقول صاحبها خالد فهمي، أستاذ النقد والأدب بجامعة المنوفية (بدلتا النيل/ شمالي مصر)، قصائد المديح النبوية وقيمتها الحضارية خلال العصر الحديث، وانتهت إلى أن ثمة تطويرا وتجديدا شهدته قصيدة المديح النبوي مع دخول شعراء مسيحيين لهذا المضمار، وأوضح فهمي مضمون هذا التجديد، في حديث لـ"الأناضول" قائلا: "خرجت قصيدة مدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم، من مديح إيماني مغلق يختص بالمسلمين إلى آفاق رمزية عالمية برع فيها شعراء مسيحيون اعتبروا سيدنا محمد مصلحا وقائدا، ورمزا عالميا".

وهو الرأى الذي اتفق معه، خالد جودة، أحد الباحثين في تاريخ المدائح النبوية، قائلا: "قمت ببحث في عام 2004، عن المدائح والسمات النبوية في مجموعة من القصائد في القديم والحديث، ووضح لي أن العصر الحديث خرج بالمديح النبوي من كونه ينصب علي مدح النبي (صلي الله عليه وسلم) بتعداد صفاته الخلقية والخلقية وإظهار الشوق له ولمبادئه والصلاة عليه تقديرا وتعظيما، إلي البحث عنه كمنقذ لحل مشكلات العالم وطريق علاج لها".

قال جاك شماس أبرز الشعراء المسحيين العرب في مقابلة تليفزيونية عام 2012: "يستغرب البعض لماذا أتحدث عن الرسول صلي الله عليه وسلم؟" ثم عقب قائلا إنه "حديث من شغاف القلب لا يأخذ منحني آخر سوء خدمة وطني وعروبتي".

1- من مولد النبي محمد، أبحر إبداع شعراء مسيحيين عرب، وهذا الشاعر اللبناني إلياس فرحات (1893-1976) يصرخ في مدحه للرسول من واقع الأمة العربية قائلا:

يا رسول الله إنا أمـــــــة ... زجها التضليل في أعمق هوّة

ذلك الجهل الذي حاربتَه ... لــــم يزل يظهر للشرق عتوّه

 2- وفي قطار الوصف، انتقل الشاعر السوري إلياس قنصل (1914ـ1981) من محطة لأخرى يظهر صفات محمد قائلا:

يقابل بالصبر الجميل ضغائــــــــنا ... تمادى بها وعد بسب ويثلـــب

ويعفو عن الأسرى وكان وعيدهم .... بما في نواياهم من الثأر يلهب

إذا جاءه الملهوف فهو لــــــــه أخ .... وإن جاءه المحروم فهو لـــه أب

صفات نبي أحســــــن الله خلقه .... نفوس الورى من رفدها تتهذب

3- وذاب الشاعر السوري جاك شماس الذي ولد عام 1947، بشعره مدحا في محمد صلي الله عليه وسلم قائلا:

إني مسيحي أجل محمــــــدا ... وأجل ضادا مهده الإســلام

وأجل أصحاب الرسول وأهلــــه ... حيث الصحابة صفوة ومقام

أودعت روحي في هيام محمد ... دانت له الأعراب والأعجـــام

ولا يمانع شماس ذلك الشاعر المولع بحب النبي، أن يكرر هذا المدح الشعري ويجهر به قائلا:

يممت طه المرسل الروحانــــي ... ويجل طه الشاعر النصراني

يا خاتم الرسل الموشح بالهدى ... ورسول نبل شامخ البنيــان

مهما أساء الغرب في إيلامـــــه ... لم يرق هون للنبي البانــي

4- ولم يكن الشاعر السوري جورج سلستي (1909 - 1968)، بعيدا عن سباق المدح النبوي في قصيدته التي نشرت له في الكويت سنة ۱۹٦٤تحت عنوان (نجوى الرسول الأعظم)، قائلا:

يا سيدي يا رسول الله معذرة ... إذا كبا فيك تبياني وتعبيــــري

ماذا أوفيك من حق وتكرمـــة ... وأنت تعلو على ظني وتقديري

5- وناظرا لواقع الأمة العربية، جدد الشاعر السوري جورج صيدح (1893 - 1978) نداءته لمحمد صلى الله عليه وسلم طالبا مددا ينقذ الأمة، حيث قال:

يا صاحبي بأيّ آلاء النبي تكذبان؟

يا من سريت على البراق وجزت أشواط العنان

آن الأوان لأنّ تجدد ليلة المعراج آن

6- وعلى حوض المنهل المحمدي، يقف الشاعر اللبناني حليم دموس (1888- 1957) واصفا محمد قائلا:

أمحمد والمجد بعض صفاته ... مجدت في تعليمك الأديانا

إنّي مسيحي أحبّ محمـدا ... وأراه في فلك العلا عنـــوانا

7- وعبر قصيدة "عيد البرية" ينطق الشاعر اللبناني رشيد سليم الخوري، بمديحه في محمد، جامعا فيه العالم وشمسه وأنوراه والتمدن:

عيد البرية عيد المولد النبـــــــوي ... في المشرقين له وفي المغربين دوي

عبد النبي ابن عبد الله من طلعت ... شمس الهداية من قرانه العلـــــــــوي

بدا من القفر نورا للورى وهـــــدى ... يا للتمدن عم الكون من بــــــــــــدوي

8- ولا يتخلف الشاعر السوري عبد الله يوركي حلاق (1911-1996)، عن التواجد في ديوان المديح النبوي، بقصيدته النونية التي اشتهرت وألقاها بدمشق فى سبتمبر/ أيلول 1691:

إني مسيحي أجل محمــــــداً ... وأراه في سفر العلا عنوانا

وأطأطئ الرأس الرفيع لذكر من ... صاغ الحديث وعلم القـرآنا

9- أما اللبناني شبلي شميل (1853 - 1917)، الذي عرف بأنه من الفلاسفة، فقد وقف على باب النبي محمد مادحا في عظمته وإيمانه بفصاحة القرآن حتى ولو كان مسيحيا لا يدين بالإسلام، فيقول:

إنّي وإن أك قد كفرت بدينه .... هل أكفرن بمحكم الآيـــــــات؟

نعم المدبر والحكيم وإنـــه .... رب الفصاحة مصطفى الكلمات

10 - وفي قصيدة "عرب الحجاز تحية وسلام"، يعلن بوضوح الشاعر اللبناني محبوب الخوري الشرتوني (1885- 1931)، حبه لمحمد الذي وصفه بأنه إمام العرب بقوله:

قالوا تحب العرب قلت أحبهم ... يقضي الجوار عليّ والأرحام

قالوا لقد بخلوا عليك أجبتهم ... أهلي وإن بخلوا عليّ كــرام

قالوا الديانة قلت جيــــل زائل ... ويزول معه حزازة وخصـــام

ومحمد بطل البرية كلــــــها ... هو اللأعارب أجمعين إمـــام

11- وإلى موطن الرومانسية، لجأ الشاعر السوري وصفي قرنفلي (1911 - 1978)، لتبرير حبه المسيحي لنبي الإسلام محمد صلي الله عليه وسلم، ويمجد فيه، واصفا إيام منقذ الشرق، قائلا:

قد يقولون: شاعر نـصــــــرانـــي ... يرسل الحب في كذب البيان

يتغني هوى الرسول ويـــــــهذي ... بانبثاق الهدى من القــــــرآن

كذبوا والرسول لم يجـــــــر يومـا ... بخلاف الذي أكن لسانـــــــي

أوليس الرسول منقذ هذا الشرق ... من ظلمة الهوى والـهــــــوان

أفكنا لولا الرسول سوى العبــدان ... بئست معيشة العبـــــــــدان

12- ومعتبرا نفسه من أتباعه، يخطو الشاعر السوري المسيحي نصر سمعان (1905 - 1967)، خطواته في مدح محمد في عيد المولد النبوي عام 1936، قائلا:

لا تسل عن محمدٍ واغبط الدنـيا .. فأغلى كنوزها أوضـــاعــــــه

شهد الله أننا فــــــــــي سبيل .. الـحق والمجد كلنا أتباعــــــه

سيد المرسلين قم وتـــــــأمل .. كيف نامت عن العرين سباعه

 13- ومخاطبا "محمدا" يبدع الأديب السوري حسنى رشيد جرجيس غراب (1899 - 1950)، في وصف النبي الأعظم وصفاته قائلا:

شعلة الحق لم تزل يا محمد ,,, منذ أضرمت نارها تتوقـــــد

جئت والناس في ضلالٍ وغي ,,, ومن الهدى في يديك مهند

فإذا الأرض غير ما كنت تلقى ,,, وإذا الناس غير ما كنت تعهد

وكما كنت كان عيسى على ,,, الباطل والتابعين سيفاً مجرد

لم يرّ الكون فادياً مثل عيسى ,,, لا ولا ضمّ هاديا كمحـمـــد

14- وتقدم المسيحي السوري ميخائيل خير الله ويردي (1868 - 1945) على باب المديح، معارضا قصيدة لأمير الشعراء أحمد شوقي «نهج البُردة» الأشهر في مدح محمد صلى الله عليه وسلم. وعدّ "مخائيل ويردي" أول مسيحيا ينظم قصيدةً في (نهج البُردة) على الإطلاق، بحسب الأديب محمد عبد الشافي القوصي في كتابه الجديد «نهج البردة للشاعر المسيحي ميخائيل ويردي» والصادر عن دار «الفضيلة» في القاهرة.

ومتميزا في وصف النبي محمد ، يقول ميخائيل في مديحه:

أنوار هادي الورى في كعبة الحرم == فاضت على ذكر جيرانٍ بذي سلم

أبناء بابل أفنتهم مآثمـــها == وآل فرعون ما شادوا سوى الهرم

وتدمرٌ ومغانيها غدت خرباً == والذّكر بالخير غير الذّكـــــر بالإرم

زالوا وزالت مع الآثار عزتهم == فإن تجادل سل التاريخ واحتكم!

يا ليت أحلام عمري لم تضع بدداً == بحبّ قصر من الأوهام منهدم

وليتني لم أهم إلاّ بمن عرفوا == برقّة القلب لا بالظّلم والعقم

فكم حبيبٍ إذا خالفت فكرته == جازاك بالصدّ قبل البحث في التهم

فأربأ بنفسك أن تنهار من ألمٍ == وأربأ بحسنك أن يربَدّ من سأم

واجعل هواك رسول الله تلق به == يوم الحساب شفيعا فائق الكرم

هذا رسول الهدى فارشف على ظمإ==من ورده العذب عطفاً شاق كلّ ظمي

كأنّما قلبه ينبوع مرحمةٍ == مستبشرٌ فرح جذلان بالنّسم

يا أيّها المصطفى الميمون طالعه == قد أطلع الله منك النور للظّلم

في دينك السمح لا جنسٌ ولا وطنٌ == فكل فردٍ أخٌ يشدو على علم

وحّدت ربّك لم تشرك به أحداً == ولست تسجد بالإغراء للصّنم

عاديت أهلك في تحطيم بدعتهم == من ينصر الله بالأصنام يصطدم

أدّى الرّسالة حتّى ضجّ من سأمٍ == أجناد إبليس واشتدّ الأسى بهم

كأنّ أحمد بالأصفاد كبّلهم == فارتدّ جيشهم المقهور بالسّدم

غذّى عقول الورى حتّى أتاح لهم == عيش النّعيم ونقّاهم من الاثم

كأنّما الشّرع جزءٌ من نفوسهم == فإن هم وعدوا استغنوا عن القسم

يا أزهد النّاس في الدّنيا وفي يده == خزائن الملك والأنصار كالخدم

لو يتبع الخلق ما خلّدت من سنن == لم يفتك الجهل والإعواز بالأمم

قد كنت أرأف بالمسكينٍ من دولٍ == رأت بأمثاله سرباً من الغنم

أحببت دينك لمّا قلت اكرمكم == أتقاكم وتركت الحكم للحكم

وقلت إني هدىً للعالمين ولم == تلجأ الى العنف بل أقنعت بالكلم

خاطبت كل ذكيّ حسب قدرته == ولم تكن بغبيّ القوم بالبرم

فأنت أول من نادى بمأثرةٍ == يظنها الغرب من آلاء بعضهم
صلى الإله على ذكراك ممتدحاً == حتى تؤمّ صلاة البعث بالأمم
انشرها فنشرها يغيظ أعداء محمد صلي الله عليه وسلم

نقلا عن صفحة المدون عبد الله محمدو     للمشاهدة الصفحة اضغط على الرابط: https://www.facebook.com/dedehmed