دعا رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز كل الموريتانيين إلى الوقوف ضد خطابات الكراهية والتحريض على التفرقة، كما دعاهم إلى الالتزام بالحفاظ على لحمتنا الوطنية والذود عن قيم التسامح والعيش المشترك في كنف السلم والوئام التي عرف بها شعبنا.
وأكد رئيس الجمهورية في خطاب ألقاه خلال مهرجان في نهاية مسيرة المواطنة ضد خطاب الكراهية والتطرف الضخمة المنظمة اليوم الأربعاء في نواكشوط، أن حجم المشاركة في هذه المسيرة أبلغ رد من الشعب الموريتاني على دعاة الفتنة والتفرقة والتطرف الذين يعدون على أصابع اليد الواحدة، شاكرا كل الأحزاب السياسية والجمعيات ومنظمات المجتمع المدني وكل المواطنين الذين خرجوا في هذه المسيرة، التي تدل دلالة واضحة على رفضهم لخطاب الكراهية والتطرف وشعورهم بالمسؤولية تجاه ماضي الجمهورية الإسلامية الموريتانية، جمهورية متماسكة لها شعب واحد مسلم.
و قال إن خروج هذا الكم الهائل من المواطنين ينم عن شعورهم القوي بضرورة المحافظة على الوحدة الوطنية وبالمسؤولية تجاه وطنهم وتاريخه المجيد ووقوفهم بحزم وجدية في وجه دعاة التفرقة في المجتمع الموريتاني الذين لديهم أجندة خارجية وأفكار سيئة ومدمرة.
وأشار رئيس الجمهورية إلى أن المجتمع الموريتاني هو المجتمع الوحيد الذي لم يتأثر بالجوانب السلبية من الثقافات الأجنبية ، مشيدا في هذا الاطار بمقاومة أسلافنا للمستعمر فكريا وثقافيا مسلحين بقيمهم وتعاليم دينهم السمحة، منبها إلى أن خروج المواطنين في هذه المسيرة هو تلبية لواجبهم تجاه ماضي وحاضر ومستقبل بلدهم ودليل على رفض الشعب الموريتاني للإملاءات الخارجية التي يروج لها المجرمون.
وأكد رئيس الجمهورية أن موريتانيا دولة آمنة ومستقرة وتتطور باستمرار في كل المجالات؛ الأمر الذي يتطلب منا جميعا المساهمة في تحصينها ضد دعاة الغلو والتطرف والإجرام والتفكك.
وذكر رئيس الجمهورية في هذا الصدد بما تعرصت له موريتانيا من تهديدات إرهابية قبل عشر سنوات في كافة مدنها وحتى في العاصمة.
وقال إنه بإرادة الشعب الموريتاني وحكومته وجيشه الوطني، أصبحت دولتنا دولة مستقرة تتطور باستمرار في جميع المجالات وبشهادة الجميع، مشددا على ضرورة المحافظة على وحدتنا الوطنية وتقويتها ودعمها وسد جميع الأبواب أمام المجرمين دعاة التفرقة والتطرف والغلو.
وأوضح رئيس الجمهورية أن موريتانيا دولة ديمقراطية مصانة فيها كل الحريات والحقوق ولن تكون في يوم من الأيام ضحية لدعاة التفكك والتطرف والتشويش، وهي تحث الخطى على طريق النماء والتقدم وصيانة الحريات التي تعيشها البلاد والتي هي حق للشعب الموريتاني الذي يستحق كل شيء بفضل وعيه وحرصه على أمن واستقرار وطنه ورفضه الانجراف وراء دعاة الكراهية.
واشار رئيس الجمهورية إلى أن عهد المسيرات المطالبة بالتفكك والفوضى انتهى إلى غير رجعة وتحولت تلك المسيرات إلى مسيرات وطنية يشارك فيها الجميع ضد كل أشكال التطرف والعنف والكراهية.
و قال إن جميع المؤسسات الإعلامية التي تتمتع بكامل الحرية من واجبها خدمة المصلحة العامة وتنوير الرأي العام الوطني حول المجالات الحيوية كالتعليم والصحة وأهمية المحافظة على ما تحقق من إنجازات في ظل الاستقرار والأمن الذي ينعم به الجميع ولله الحمد.
واوضح أن قانون 2018\023، المتعلق بتجريم التمييز سيطبق على كل من يحاول زعزعة أمن واستقرار هذا البلد مهما كان موقعه ومهما كان مركزه، مؤكدا أن الجيش الموريتاني وقوات الأمن ستتصدى لكل من تسول له نفسه العبث بأمن ووحدة الشعب.
وأشار رئيس الجمهورية إلى أن أكبر مكسب حققته موريتانيا اليوم هو وحدتها الوطنية التي ستحميها ولن تقبل المساس بها ومحاولة البعض المتاجرة بها لتحقيق منافع شخصية مقابل بث خطاب الكراهية والعنف في صفوف المجتمع.
ودعا رئيس الجمهورية المجتمع الموريتاني بالإقبال على التعليم والتركيز عليه باعتباره الوسيلة الوحيدة لتغيير الأوضاع وتحقيق التنمية والتكامل الاقتصادي مما يؤدي في النهاية إلى القضاء بشكل كلي على التفاوت الطبقي من خلال تهيئة كافة أفراد المجتمع فكريا وثقافيا للولوج إلى مختلف المجالات التنموية.
ونبه رئيس الجمهورية إلى أن الطفرة الاقتصادية التي ستشهدها البلاد بداية من سنة 2021 تتطلب وعيا وطنيا بحجم التحديات وضرورة التماسك في وجه دعاة الشر والحيلولة دون كل ما من شأنه زعزعة الأمن والاستقرار الذي ينعم به كل مواطن في عموم البلاد.
وقال إن حجم المشاركة في مسيرة اليوم يحمل رسالة قوية مفادها أن الشعب الموريتاني بكل أطيافه يقف صفا واحدا من أجل تحصين وطنه ورفض المتاجرين بمصالح هذا الشعب ومستقبل بلادنا الواعد بحول الله في كل المجالات.
وذكر رئيس الجمهورية بالانجازات التي حققتها موريتانيا خلال العشرية الأخيرة والتي تتطور باستمرار سنة بعد أخرى ، والتي طالت كافة المجالات وكل الميادين كالطاقة على سبيل المثال التي تجاوزت فيها بلادنا الدول المجاورة وفي مجال الرياضة التي تأهل فيها ولأول مرة منتخبنا الوطني لنهائيات كأس الأمم الإفريقية 2019.
وقال رئيس الجمهورية إن حقوق كافة أفراد الشعب الموريتاني بمختلف ألوانه وأطيافه مصانة ، وخروجه اليوم في هذا الحشد دليل على تماسكه ووحدته، مشيرا إلى أن المجرمين الذين يحاولون تشويه صورة بلادنا في الخارج وزعزعة أمنه واستقراره لا يستطيعون اليوم الكشف عن وجوههم أمام هذا الشعب.
وأشار رئيس الجمهورية إلى الجهود الكبيرة التي بذلتها الحكومة الموريتانية خلال العشرية الأخيرة والتي مكنت مواطنينا من الولوج في كل مكان من الوطن إلى الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء وصحة وتعليم وغيرها من الخدمات الإنمائية التي وفرتها الدولة في عموم البلاد.
وخلص رئيس الجمهورية إلى توجيه تشكراته إلى كافة المواطنين الغيورين على وطنهم والذين جاؤوا اليوم للتعبير عن رفضهم لخطاب الكراهية والتطرف وكل ما من شأنه زعزعة أمن واستقرار شعبنا المسلم والمسالم.