ذكرني تدفع مستقبلي الرئيس من وجهاء لعصابة بتدافع وجهاء الحوضين وتيرس زمور وغيرهم من ولايات المنكب البرزخي.. ويذكرني كل هذا بنفس التدافع على مدي عمر الجمهورية خلال زيارات ولد داداه وولد هيداله ومعاوية واعل وسيدي وآخرون دون هؤلاء وأولئك.
الظاهر أن التدافع أصبح رياضة تقليدية محلية يتنافس فيها المحليون المهمشون مع الوافدين الأقوياء وتذكي السلطات المحلية جذوة التنافس لكي تستفيد وتفيد.
لكن كل ذلك لا يسوق كل هذا العراك وكل هذا العرق فلا بد أن للأمر أوجها أخرى منها فشل الترتيبات لبرتوكولية الوقائية وقصور التدخلات الأمنية العلاجية، ومنها فوضوية الموريتانيين وتملقهم وساديتهم، فتدافعهم لا يعني الولاء ولا يعني أي شيء هو استعراض دونككشوتي يقام به في لحظة جنون من تلك اللحظات التي فطروا عليها.. والطريف أن التدافع لم يعد يعني كبير شيء للرؤساء فهم بدورهم يسخرون من المستقبلين ويدركون في قرارات أنفسهم أن الاستقبالات مجرد تظاهرات عبثية نظمت لتتلفز ويراها من لم يزاحم أو تخلف عن الحشد.
وما دام الأمر كذلك فلما ذا يتزاحم علية القوم ودهماؤهم لملامسة يد الرئيس أي رئيس؟
ولما ذا يقبل الرؤساء لعب أدوار في كل هذا العبث الذي لا يقدم ولا يؤخر؟ ولما ذا تتلفز هذه المشاهد المشينة؟ لما ذا نجترها متنازلين عن كرامتنا وعن أقساط كبيرة من إنسانيتنا.
إذا كان لا بد من مثل هذه الممارسات فلتضبط الأمور ولتحدد اللوائح سلفا وتحدد المسافات وتحين الأوقات لكي ينزل الناس منازلهم بطريقة لا تخدش الكرامة الانسانية.
أحميدوت ولد أعمر