لا أتوقع أن تكون للرئيس القادم لموريتانيا أية خلفية عسكرية، فموريتانيا ليست شركة أمنية تسند إدارتها للضباط المتقاعدين، بل هي دولة جانحة لتكريس التناوب الديمقراطي في كنف دولة قانون ومؤسسات، دولة مدنية تضمن ممارسة ديمقراطية تشاركية للسلطة وتوزيعا عادلا للثروات الوطنية .. وينتظر الموريتانيون من كل الاطياف والفئات بفارغ الصبر الخروج من الانظمة العسكرية والانظمة المهجنة رغم اجماعهم على الاهمية المطلقة لبناء جيش وطني جمهوري مهني توفر له كل الوسائل المعنوية والمادية لأداء مهامه النبيلة بعيدا عن بازار السياسة، ولوصول أوضاع الموريتانيين المعيشية للمستوى الحدي للتقبل، ولتراكم الاستحقاقات والانتظارات ولما أبان عنه الرئيس المنتهية مأموريته من جدية ومن عزيمة على تكريس التناوب فإنه يحق للموريتانيين أن يتطلعوا إلى رئيس مدني يتسم بكفاءة علمية ومهنية، مفعم بروح اللحمة الوطنية .. رئيس مخضرم خلوق وطموح .. يختزل في مقارباته كل القواسم المشتركة للمعارضة والموالاة والاغلبية الصامتة التي هي أغلبية الشعب الموريتاني.
موريتانيا بحاجة إلى رجل مدني رشيد مخضرم يؤسس على الموجود ويستشرف آفاق الموعود في جو من الامن والاستقرار.
رجل يعيد بناء اللحمة الوطنية وتحقيق العدالة الاجتماعية في جو من الوئام والانسجام والتكامل.
رجل يطمئن له الفرقاء الداخليون والخارجيون وأكاد أجزم أن الشعب الموريتاني سيدفع برجل من هذا القبيل إلى الواجهة وسيحمله أمانة عبور البلاد نحو مستقبل آمن.
احميدوت ولد أعمر