تستضيف موريتانيا ما بين 18 شباط / فبراير الجاري وفاتح آذار/ مارس المقبل، مناورات «فنتلوك» العسكرية السنوية الغربية الأفريقية، وهي أضخم مناورات للقوات الخاصة الأمريكية في أفريقيا.
وحسب "القدس العربي" التي نشرت الخبر فإن المناورات التي أكدت وزارة الدفاع الأمريكية أن هدفها هو «تعزيز القدرات العملية للمشاركين في مكافحة الإرهاب»، يشارك فيها أكثر من ألفي عسكري من القوات الخاصة قادمين من ثلاثين دولة غربية وأفريقية.
وأكد البنتاغون «أن هدف المناورات هو تعزيز القدرات العسكرية للدول التي تواجه خطر الإرهاب في الشريط الساحلي الأفريقي والتي تقاوم المنظمات الإرهابية المتطرفة وتعمل لحماية حدودها وضمان أمن سكانها».
وتشارك في هذه المناورات عدة دول أفريقية بينها، بالإضافة إلى موريتانيا، الجزائر والمغرب وبنين وغينيا بيساو ومالي والنيجر ونيجيريا والسنغال، كما تشارك فيها الولايات المتحدة التي هي منظمها الأساس، وفرنسا وكندا وهولندا وسويسرا وبريطانيا والبرتغال وإسبانيا وبولندا والدنمارك والنرويج.
وتنظم مناورات «فنتلوك» العسكرية المشتركة بين كل من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وفرنسا والجزائر والمغرب وتشاد ونيجيريا ومالي منذ عام 2005.
وتشرف عليها سنوياً قيادة العمليات الخاصة في القيادة الأمريكية لأفريقيا (أفريكوم)، التي أصبح حضورها العسكري يتسع في عدة مناطق من القارة مثيراً لانتقادات الكثيرين.
والتزمت الإدارة الأمريكية بدعم القوة المشتركة لبلدان الساحل عبر مساعدة أمنية ثنائية بقيمة 60 مليون دولار، لكنها رفضت دعم التمويل والدعم اللوجستي المقدم لمجموعة الساحل عبر الأمم المتحدة.
وتعتبر الولايات المتحدة «أن اقتراح فرنسا المتعلق بمنح قوة دول الساحل تفويضاً من مجلس الأمن، مقترح فضفاض ينقصه التحديد»، كما تعتبر «أن الإطار العملياتي لقوة الساحل المشتركة غير واضح بالشكل اللازم».
ولم يغير الكمين الذي راح ضحيته السنة قبل الماضية أربعة جنود أمريكيين من القوة الأمريكية الخاصة في النيجر، موقف الولايات المتحدة من قوة الساحل المشتركة التي تتحفظ ومعها عدد من أعضاء مجلس الأمن على منح دول مجموعة الساحل عوناً عسكرياً في إطار دولي متعدد ومفتوح.
وبسبب الحضور العسكري الأمريكي الكبير في عدة مناطق أفريقية، فقد بدأ مراقبو هذا الشأن يتشككون في أن حضور الجيش الأمريكي في القارة أصبح يكتسي طابعاً احتلالياً.
ويتمثل ذلك في بناء الولايات المتحدة قاعدة عسكرية في مدينة أغاديز في النيجر يتخذها السلاح الجوي الأمريكي منطلقاً لرقابة جوية لمنطقة الساحل كلها بالطلعات المتكررة لـ«طائرات من دون طيار».
وأنشأت القوات الخاصة الأمريكية عشرات القواعد العسكرية وعشرات مراكز الدعم العسكري بينها القاعدة العسكرية الأمريكية في مدينة أغوارا في الكاميرون.
وبدأ حضور الوحدات الأمريكية الخاصة في أفريقيا عام 1980، بعد أن أنشأ البنتاغون قيادة العمليات الخاصة «سوكوم»، لتنفيذ هجوم عسكري لإنقاذ الرهائن الأمريكيين المحتجزين في السفارة الأمريكية في طهران. وعلى مدى السنوات المتتالية وسعت «سوكوم» نطاق عملياتها ليشمل مناطق واسعة في أفريقيا وعبر العالم.
وتؤكد المصادر أن انتشار القوات الأمريكية الخاصة في أفريقيا قد تضاعف 300 في المئة، وخلال الفترة من 2010 ــ2017، ازداد عدد القواعد العسكرية الأمريكية بـ 3000 % حيث تحتل هذه القوات 60 تجمعاً عسكرياً مكلفا بـ 100 مهمة عسكرية عبر القارة السمراء.
ويرتبط التوسع العسكري الأمريكي في غرب أفريقيا بقضية أخرى هي حماية مصالح الشركات الأمريكية الكبرى، إضافة إلى حضورها العسكري، فقد بنت الولايات المتحدة سفارة في انيامي كلفت 300 مليون دولار.
ويفسر الخبراء التوسع العسكري الأمريكي بسعي الأمريكيين لتحقيق مرمى آخر هو التصدي للتأثير الاقتصادي المتزايد للصين داخل القارة؛ فقد وقعت الحكومة الصينية في السنوات الأخيرة سلسلة اتفاقيات استثمارية مع حكومات أفريقيا تغطي قطاعات الاقتصاد الأفريقي جميعها.
ومما يقلق الأمريكيين شراء مؤسسة النفط الوطنية الصينية رخصة التنقيب عن النفط في حوض آغاديز في النيجر، وتولي مؤسسة النفط الصينية بناء واستغلال مصفاة سوراز قرب مدينة زندر، ثاني أكبر مدينة في النيجر. وينظر الأمريكيون بقلق كبير لإبرام الصين عقودا لإنجاز أنابيب لنقل النفط تجتاز أراضي التشاد والنيجر وبوركينا فاسو والكاميرون.