يوم أمس الأول (الاثنين) اجتمع الرئيس عزيز في القصر الرئاسي بمولاي ولد محمد لغظف.
الرئيس أبلغ مولاي إنه رشح ولد غزواني وشرح له ظروف الترشيح ومبرراته.
مولاي أنصت بأدب جم، وعندما أعطاه الرئيس الكلام وشرح له (اعلَ اكياسه) ظروف البلد، ونفاق الحاشية وحجبها للكثير من الحقائق، وأن المبادرات والشعارات ليس وراءهما إلا المصالح الشخصية الضيقة، وبين له أن الوضع تغير.
خرج مولاي من عند الرئيس وقد نوى الترشح وبدأ اتصالاته بكبار الساسة والمسؤولين والسفراء وبعض الوزراء وقادة الجيش وبعض الضباط المتقاعدين وربما سيعلن عن ترشحه الأسبوع المقبل.
مولاي وغزواني سيكونان أبرز المتنافسين، في ظل عجز المعارضة عن تقديم مرشح موحد قوي، وقد تندر أحدهم بالقول إن مرشح المعارضة إذا تم التوافق عليه وجاء، سيكون (غالي حتَّ، بعدنّو ما اخلگ واضعيف).
يرى بعض المراقبين أن غزواني مرشح العسكر وأنه مفعول به لافاعل، وأن دعم العسكر له هو محاولة لاستمرار حكم العسكر، على غرار حكم الجنرالات في الجزائر، وأن الناس ملت العسكر وأصبحت أكثر وعيا.
ويرى أولئك المراقبون أن التجار المرهقين بالضرائب الظالمة، وتجار الخارج والحوضين (الخزان الانتخابي الأكبر) سيصوتون لمولاي حتى الشوط الثاني وعندها ستدعمه المعارضة ليحسم الشوط لصالحه.
ويقال إن الشيخ ولد بايه وبعض النواب والوزراء والضباط يميلون لمولاي، ونقل عن ولد بايه قوله إن العسكر غير مرغوب فيهم وإن الوضع الحالي وضع غامض وضرب مثلا بأن ازويرات كان يمتلكها وفي الاخير أرهقه تواصل فيها، وأن عرفات (كمثال) هزمهم فيها "تواصل" جهارا نهارا رغم الحشد لها.
ويرى بعض النواب والوزراء أن التناوب السلمي ضروري للاستقرار وانطلاق قطار للتنمية في دولة على أعتاب عصر الغاز واستقطاب الرساميل الأجنبية.
فيما يرى الطرف المقابل أن الخيار الأمثل هو غزواني وأنه القنطرة الآمنة للانتقال من العسكرة إلى مدنية الدولة..
لكن العارفين بشخصية غزواني يقولون إنه هادئ ومسالم لا أعداء له وإنما ثمة موجدة من ضباط متقاعدين مغاضبين يرون أنهم أحيلوا للتقاعد قبل الأوان وربما يكون هو وراء قرار إحالتهم للتقاعد، عدا ذلك لا أثر للرجل إلا في بعض التعيينات المحسوبة عليه، لكنه غير فاعل، كما يقولون ولو يعطى الخيار لاختار أن يعيش بين الجدران الدافئة، في أجواء أرجوانية حالمة بعيدا عن صخب السياسة وتجاذبات الساسة..
فعلى أصحاب المبادرات أن يتئدوا وأن يقيسوا قبل أن يغيسوا، ويعيدوا قراءة الساحة وأن يرجعوا البصر كرتين، لمعرفة الفرس الرابح والطرف المضمر للرهان.
وقد آن للشعب أن يكون صاحب الكلمة وصاحب القرار في اختيار من يحكمه.
كامل الود
(من صفحة اكس/اكس اگرگ)