أعتقد أن أي معارض أعلن دعمه لمرشح بمجرد سماعه لخطاب ترشحه، هو ضحية لحظة عاطفية أو مشاعر لحظية معينة.
يقول الاصمعي متحدثا عن النقد الانطباعي: ( أشعر الناس من أنت في شعره حتى تفرغ منه).
ربما من باب التحرز يجب انتظار معرفة كافة المرشحين أو على الأقل الاطلاع على برامجهم والاستماع إليهم أكثر من مرة.
ورغم ذلك أحترم للكثيرين انبهارهم بخطاب ولد الغزواني الأخير، والسبب أنه خطاب حاول أن يشكل مرهماً لجراحات كثيرة، استاء منها الكثيرون مع نظام عزيز ، وكان عزيز يتعمد صب الملح عليها في كل ظهور له، وسايره في ذلك أغلب أنصاره.
ولذا جاء الخطاب تصالحيا وغير صدامي ولا تصعيدي...
لكنه يظل خطاب افتتاح حملة واستحقاقات ويحتاج صاحبه الى تقديم نفسه مرات ومرات..
ليس من احترام الناس اعتبارها انبهرت بلغة الخطاب وحده، وهي التي جعلتها تتخذ موقفًا إيجابيا من الرجل وخطابه.
كيف تكون صلاحية شخص للحكم مبنية على سلامة لغته فقط؟
ثم لماذا نمنح الحق لأنفسنا بانتقاد من يلحنون في الخطاب، وعندما نشيد بلسان سليم النطق والمخارج يكون ذلك معرة أيضاً.
البعد اللغوي في خرجة الرجل مجرد ميزة تحسب له ولكن من المزايدة اعتبارها سببا في الاشادة بخطاب تضمن بعض النقاط التي يمكن أن تطغى عليه أكثر من غيرها .
في المطار وفي الشارع وخلال الزيارات "المفاجئة" هاجم عزيز خصومه وسابقيه من الرؤساء واستخدم عبارات نابية ضدهم، وسخر من الثقافة والأدب، وخلق بذلك جوا من الاحتقان لدرجة أصبح معها ذلك الخطاب دليل ولاء وانتماء للنظام وحزبه...
فهل تريدون أن لا يرتاح الناس لخطاب مغاير، جاء ليعطي الصورة المعاكسة؟...
لكنه في النهاية يبقى خطاب ترشح واستحقاقات رئاسية...
ولاشك أن في الساحة خطابات أخرى وأسماء ستفرزها الأيام المقبلة...
هناك في نظرية التلقي ما يسمى ( أفق الانتظار) .. ومن الصعب اختراقه لمن يملكون (جهاز قراءة)....
نقلا عن صفحة الشيخ سيدي عبد الله على الفيسبوك