بينما تنهمك دول كبرى ومتوسطة وصغري في غزو الكواكب الأخرى وتسخير الذرة وتوظيف تقانة ثورة الاتصالات ينهمك جهابذة المنكب البرزخي في بناء الحوانيت في كل شبر من بلاد السيبة.. ومن لم يتمكن من بناء دكان بني "بنطره" ومن أبطأت به وسائله اتخذ "طابلة" ومن فاته ذالك أخذ محفظة بضاعة وأسند ظهره على دكان.. والمأساة أنه في عقل ووجدان كل مواطن هنالك مشروع دكان نائم ينتظر من يطلقه من عقاله.
ويقال إن الموريتانيين خلال 60 سنة من عمر الدولة شيدوا ما يناهز 4 ملايين بناية من كل الأحجام والمستويات القاسم المشترك بينها هو وجود دكان أو دكانين في كل بناية، ولم يقف الأمر عند هذا الحد ففي كل بيت وفي كل زاوية هنالك دكاكين وأسواق تشقق الأرض عنها في الساحات العمومية وعلى الشوارع الرئيسية وتتفتق العبقريات حول طرق ركنها في زوايا المساجد والمدارس والمستشفيات.. قد لا تصدقون أن تعداد السكان في حدود 3 ملايين وتعداد الحوانيت تجاوز 5 ملايين بمعدل حانوت ونصف الحانوت لكل موريتاني يري النور والوتيرة متصاعدة.. والإنجازات متراكمة ولم يعد واضحا من؟ يبيع لمن؟ فعدد الحوانيت لا يناسب حركة التجارة الكاسدة ولا يناسب القدرة الشرائية المتردية لساكنة المنكب البرزخي.. اختلطت كل الأوراق وتداخلت الدكاكين والمفاهيم وإن استمرت الأمور على هذا المنوال لا تستغربوا أن يتوج ملك ملوك يرفع شعار أن الدكان لفاتح دون مالكه ويبدأ الزحف نحو جماهيرية الدكاكين.. والبقية معروفة.
أحميدوت ولد أعمر