أتمني أن لا تكون أخبار طرد الدبلوماسيين المتبادلة بين الموريتانيين والجزائرين التي تحدثت عنها وسائل الاعلام مؤخرا صحيحة، فالطرد أبغض الحلال الديبلوماسي بين الأشقاء وهو آخر الخيارات.. والمعاملة بالمثل لا تكون واردة إذا كان المثل لا يقاس عليه نظرا لحميمية العلاقة.
ومن العادات الديبلوماسية المرعية أن تلجأ الدول ذات المصالح المتشابكة عندما تحل نازلة مما يلزم الطرد إلي حلول أخرى أقل احراجا منها اجراء مشاورات خاصة بعيدا عن الاعلام والإيعاز بطرق لبيقة للدولة التي يتجاوز أحد ديبلوماسييها لسحبه بصورة هادئة من قبيل تحويله إداريا إلي مكان آخر تفاديا لأي احراج، إلا في حالة التلبس القوي،والثابت أن الدول تبذل كل الجهود لكي لا تتفاقم الأمور وتصل حد التعاطي الديبلوماسي الحدي.
وبين موريتانيا والجزائر يكون أسلوب التشاور هو الأنجع والأمثل فعلاقات البلدين أزلية ومتطورة تسندها إرادة سياسية وشعبية راسخة ولم ولن تتأثر بهذه الاشكالات العابرة، فما يجمعنا أكثر مما يفرقنا، فالماضي جمعنا والحاضر وحدنا ومستقبلنا مشترك أولا يكون... وإن كانت عودة الديبلوماسيين إلي بلديهما قد تمت فهي مجرد غيمة عابرة في ربيع أخوة دائم.
أحميدوت ولد أعمر