على مدى العقدين الماضيين، برزت مجموعة من العادات الذهنية و السلوكية و تسرّب معها داخل مجتمعنا نوع من الترهل و الاهمال و اللامبالاة و اللامسؤولية و اليأس و الاحباط بدرجة غير معقولة...بحيثُ فقدنا القدرة على الأحلام، و الاهتمام، و العناية، و الطموح، و حتّى الاحساس.
لم نعُد نهتم بشيء، و لا نعتني بشيء، و لا نطمح إلى شيء...بل صارت في نظرنا الأشياء كلّها و المواقف من حولنا ساقطة و تافهة...نمطُُ ثقافي شائع يُمكنُ أنْ نُطلق عليه ثقافة: ماهُ مهم، أو ماوُ مهم!!! بالله عليكم، كم مرّة سمعتُم كلاما من قبيل: أحْ، ماهُ مُهم!!! المعارضة؟ ماهُ مهم!!! الموالاة؟ ماهُ مهم!!! الكتابة؟ ماهُ مهم!!! الكلام؟ ماهُ مهم!!! الأحزاب؟ التصويت؟ الانتخابات؟ ماهُ مهم!!! الدراسة و التعلّم؟ أحْ، ماهُ مُهم!!! الوقوف؟ الجلوس؟ العمل؟ ماهُ مهم!!!
أعتقد أنّ المسألة باتت أخطر من مجرد إلقاء اللوم على المجتمع، أو السلطة، أو الزمان، أو المكان...إنّما نحنُ إزاء مرض اجتماعي و أخلاقي و سياسي عضال يمس المجتمع و الدولة معا، و لا بُدّ من دراسات عميقة و رُبّما جِراحات تعالج الموضوع من جذوره...
أكتبُ هذه الخاطرة...و كأنّي أسمعُ من يقولُ لي: ماهُ مهم!!! ماوُ مهم!!!
من صفحة محمد فال ولد بلال