(إنصاف) منذ سنوات وعلى غير العادة؛ وبلادنا تحرز علامات إيجابية ضمن التقارير التي تصدرها الهيئات المالية والمنظمات المتخصصة ذات الصلة، وهو ما زاد من ثقة الممولين وأعاد الأمل بعد انتكاسات اقتصادية عرفتها موريتانيا خلال الاحكام السابقة.
وقد تعززت تلك الإصلاحات الإقتصادية العميقة التي رسمها فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز من خلال السياسة الرشيدة التي انتهجها طيلة العشرية الأخيرة وشملت كافة المجالات: السياسية والاقتصادية، الإجتماعية، والخدمية، بتولي الوزير الشاب المختار ولد أجاي حقيبة الإقتصاد والمالية، والذي اعطى بدوره دينامكية وحيوية للقطاع جعلته يكسب رهان ثقة الشركاء ويمنح الارتياح والتفاؤل للإدارة الموريتانية التي اعتادت في الآونة على تقارير إيجابية من البنك الدولي و الهيئات المالية العربية والإقليمية.
ويعتبر التقرير الأخير للبنك الدولي الذي توقع ازدياد مستوى النمو في موريتانيا إلى معدل 6.2% في الفترة ما بين 2019 – 2021، لافتاً إلى أن انها ستكون مصحوبة "بنسبة فوائض للميزانية ستقلص من حجم الدين العام، وتحد من مستوى الضغط الخارجي"، تكريساً لهذه الاستمرارية ويمنح الثقة والمصداقية في النجاحات التي حققتها موريتانيا طيلة هذه السنوات الاخيرة وخاصة في التوازنات الكبرى على المستوى الاقتصادي..
لكن هذا التقرير بالضبط جاء في منعطف سياسي واقتصادي خاص، حيث أن البلاد على ابواب انتقال ديمقراطي "سلس" على السلطة، سيكون دون شك أمتداداً وتأكيداً للنهج الذي بدأه فخامة الرئيس محمد ولد العزيز، والذي سيستمر بإذن الله من اجل الحفاظ على الانجازات الكبرى التي حققها القائد في العشرية الاخيرة.
وبالعودة إلى معالي الوزير المختار ولد أجاي والذي كان بحق إضافة وركيزة مهمة لهذه النجاحات في المجال التسيير الاقتصادي، فقد لعب الوزير أدوارا سياسية كبيرة مكنته من الحصول على ثقة كبيرة في ولاية لبراكنة والتي تمثل حسب الاحصاءات المعلنة من طرف لجنة الانتخابات نسبة 9,58 % من عدد المسجلين على اللائحة الإنتخابية، وهو رقم صعب ضمن الخارطة السياسية، لكنه أتى ثمرة جهود مضنية بذلها الوزير من خلال حركة "بداية" التي شكلت منعطفاً في التعاطي السياسي مع التكتلات الشبابية الناضجة والواعية بأهمية ولوج مصدر القرار من خلال التركيز على الطاقات الحيًة والفئات المهمشة، وساهمت بقوة في إنحاج حزب الإتحاد من أجل الجمهورية في الاستحقاقات الأخيرة، كما كان لها دور بارز خلال حملة الإنتساب للحزب، وحصدت اكبر عدد من المناديب على مستوى العاصمة نواكشوط وبعض الولايات الداخلية.
وقد أستطاع الوزير ولد أجاي كذلك، أن يضع بصماته عندما أسندت له عضوية اللجنة المكلفة بتسيير الحزب، ويسهم بفعالية و ديناميكية في خلق عمل سياسي ناضج اعاد الأمور إلى نصابها؛ سواء كان للدور الذي قام به من اجل تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية او دوره في المستقبل من أجل متابعة هذا البرنامج السياسي الطموح واستكمال المشاريع الكبرى، خاصة وأن معالي الوزير يحظى بثقة فخامة رئيس الجمهورية والمترشح محمد ولد الغزواني.