في أواخر العقد الماضي أدركني وقت صلاة المغرب على كورنيش أبوظبي دلفت مسجدا بعد ان فاتتني صلاة الجماعة وتزامن دخولي فيه مع دخول اثنين على ملامحهما سيمى الجلال والوقار ، قدمنا أحدهما للصلاة فامتنع وأصر على امامتي أنا بالذات بعد ان حملق في وجهي باستغراب عندما انتهت الصلاة قال أحدهما : الأخ من المغرب ؟، قلت لا قال الذي أصر على تقديمي للصلاة حشى ،،، فنطقه ليس نطق المغاربة ولكن من المؤكد أنه موريتاني فقلت هو كذلك ،،، فأضاف الموريتانيون عجيبون ، أنا نائب رئيس محكمة من محاكم أبوظبي ولا انسى يوما كنا في رواق المحكمة أنا وزملاء لي مصري وسوداني كان النقاش يدور حول رأي السادة المالكية في مسألة فقهية أعرضت لنا فالمحاكم في أبوظبي تأخذ بالمذهب المالكي أولا لم يفلح قاض في ايجاد الدليل وتأصيله من كتب المذهب،،، وكان غير بعيد منا شرطي موريتاني كان صامتا كعادة العسكر ، وبعد ان رأى ما نحن فيه من حيرة تدخل بأدب قائلا هل ممكن ان أدلي برأيي ؟، قلنا والعجب يظللنا تفضل ،،، قال يقول الشيخ خليل وجاء بالنص المقتضب ثم شرحه بلغة مبسطة ولم يكتف بل جاء بقول القاضي عياض وعززه بقول للشاطبي ،،، فتملكت القضاة الدهشة وقال القاضي المصري الزاي دا نحن في حلم ،،، غريبة أوي ،،، يبني تعال نتبادل المواقع ! ومنذ ذلك الحين وأنا أجل سادتي الموريتانيين أيما اجلال عثمان محمد ببانه