تشهد ليبيا منذ إسقاط نظام معمر القذافي عقب ثورة 17 فبراير، اضطرابات عنيفة وقتال بين الكتائب المختلفة، ما أدى لانتشار الفوضى في البلاد، حتى فقدت الحكومة المؤقتة برئاسة عبدالله الثني السيطرة على الأوضاع، ما جعل مجلس النواب، السلطة الأعلى في البلاد، يطالب بالتدخل الأجنبي لحماية الدولة من الانهيار والانقسام، على غرار مساندة الناتو للثورة ضد «القذافي» في 2011، وتتهم السلطات أركان نظام القائد الليبي السابق بأنه سبب الفوضى الحالية.
ومعمر القذافي وصل إلى الحكم عام 1969 بعد الانقلاب على الملك إدريس السنوسي، وظل لمدة 42 عامًا حتى قتله الثوار في أكتوبر 2011، بعد قتال استمر بين ميلشياته لمدة 9 أشهر، ونستعرض أبرز معلومات عنه وفقًا لما ذكرته «بي بي سي عربي والجزيرة».
1- «القذافي» حكم ليبيا وهو ابن الـ27 عامًا، ويعد أصغر حاكم عربي تولى الحكم حينها.
2- تعد فترة حكمه الأطول في تاريخ ليبيا منذ أن كانت ولاية عثمانية سنة 1551، وأطول فترة حكم لحاكم غير ملكي في التاريخ.
3- في عام 2008 عقد اجتماع لزعماء أفريقيا ومنح نفسه لقب «ملك ملوك أفريقيا» ومدافعاً رئيسياً عن الولايات المتحدة الأفريقية، وكان أول حاكم أفريقي يلقب نفسه بهذه المسميات.
4- غير اسم الدولة من المملكة الليبية إلى الجمهورية العربية الليبية من فترة 1969 إلى 1977، ثم أطلق عليها الجماهيرية العربية الليبية الاشتراكية، وسمي بـ «الأخ القائد للجماهيرية العربية»، جاءت إضافة كلمة العظمى إلى الدولة عقب قصف الولايات المتحدة لليبيا في العام 1986.
5- بعد تسلمه زمام السلطة أمر على الفور بإغلاق القواعد العسكرية الأمريكية والبريطانية، بما في ذلك قاعدة هويلوس الجوية.
6- في ديسمبر1969 أحبطت المخابرات المصرية انقلابًا ضد «القذافي» من كبار أعضاء قيادته.
7- نهى القذافي عن بيع الكحول وغير التقويم الميلادي، وذلك بإعادة تسمية جدول الشهور، فمن أغسطس، التي سميت باسم أغسطس قيصر، إلى هانيبال، ويوليو تموز، التي سميت باسم يوليوس قيصر، إلى ناصر، نسبة إلى جمال عبدالناصر.
8- وقع كل من الرئيس الراحل محمد أنور السادات رئيس جمهورية مصر العربية، ومعمر القذافى رئيس مجلس قيادة الثورة ورئيس مجلس وزراء الجمهورية العربية الليبية، والرئيس السابق حافظ الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية على اتفاقية ودستور دولة اتحاد الجمهوريات العربية في بنغازي بتاريخ 18 نيسان 1971، وقد أجري عليه استفتاء شعبي في الأقطار الثلاثة في أول سبتمبر سنة 1971، وقد كان هذا الاتحاد يعد تحولاً في مفهوم القومية العربية وبناء نظام ديمقراطى واشتراكى يحمى حقوق المواطن ويصون حرياته الأساسية، ويدعم سيادة القانون، والاتفاق لم يتم تطبيقه عمليًا والسبب الأساسي لعدم نجاحه هو اختلاف الدول الثلاثة على بنود الاتفاقية.
9- حاول القذافي أن يطلع الملك فيصل بن عبد العزيز ملك السعودية في ذلك الوقت عن بعض من توجهاته، إلا أن الملك فيصل قال له : «أريد أن أرتاح» وتحدث مع الأمير سلطان، وكان لا يعطية مجالاً للحديث، وهو ما كان يكرهه معمر القذافي من حكام المملكة، وكانت من بين أربع رسائل حملتها رقية لوالدها الرئيس المصري السابق أنور السادات في العام 1972 رسالة من الملك فيصل يحذر فيها السادات من القذافي، وقال فيها: «قولي له: فيصل ينبهك إلى أن تنتبه إلى القذافي»، وكان «القذافي» ساعد مصر أثناء حرب أكتوبر، لكنه اوقف هذه المساعدات بعد ذلك بسب غضبه من الرئيس السادات الذي كان يحب الملك فيصل.
10- بنى نظاما فريداً في العالم على الإطلاق، ليس بالجمهوري ولا الملكي، وإنما هو مزيج من أنظمة قديمة وحديثة، ادعى أنه لا يحكم وإنما يقود ويتزعم، ولكن الواقع يشير إلى أنه كرس كل الصلاحيات والمسؤوليات في يديه، وشرح نظامه الجديد في «كتابه الأخضر».
11- حضر القذافي الى الأمم المتحدة في 2009، وهي الأولى له منذ أن وصل الى سدة الحكم في بلاده قبل أربعين عاما والقى خطابا استغرق به ساعة وخمس وثلاثين دقيقة، استهل القذافي خطابه بأن بلاده لا تعترف بميثاق الأمم المتحدة وأنه يمثل 1000 مملكة أفريقية وطالب بتعويضات من الغرب على استعمار القارة السوداء، وطالب بدفع مبلغ 7.77 ترليون دولار كتعويضات لأفريقيا على استعمارها.
12- اعتبر القذافي نفسه «قائد ثورة» ومؤيداً للكثير من حركات التحرر، مثل حركة الباسك في إسبانيا والحزب الجمهوري الإيرلندي والبوليساريو والفصائل الفلسطينية، كما شكا كثير من الأنظمة العربية والأفريقية من دعمه وتمويله لحركات تمرد ومحاولات انقلاب فيها، لكنه مع ذلك قمع بقوة الحديد والنار كل المعارضين لنظامه، تماماً مثل ما حدث في سجن بوسليم 1996 حين قتل أكثر من 1200 سجين رمياً بالرصاص.
13- في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات عرفت جامعة الفاتح الليبية الإعدام العلني في الحرم الجامعي لطلبتها المعارضين، وذلك بعد إحضار الآلاف من الطلاب لمشاهدة عملية الإعدام، لقد كان منفذو تلك العملية يبتهجون بذلك ويصرخون قائلين: «لا نريد مزيدًا من الكلام، فقط اقتلوا عدو الثورة». وتنفذ عمليات إعدام علنية أخرى احياء لذكرى السابع من أبريل 1976 التي شهدت الإعتراضات الطلابية هناك، لقد استمر تنفيذ الإعدامات العلنية في تلك الجامعة، بين عامي 1978 و1988 وكانت تنشر الذعر في نفوس الليبيين.
14- نشر موقع ويكيليكس تقارير ذكرت أن معمر القذافي يتصدر قائمة أثرياء الزعماء العرب بثروة تقدر بـ 131 مليار دولار، وهي ثروة تقارب ستة أضعاف ميزانية ليبيا للعام 2011 البالغة 22 مليار دولار.