ظل الإعلام الخاص صوت الأنظمة الصادح ببرامجها المردد لشعاراتها المُوجِه لشعوبها الحامي لمخططاتها المدافع عن إخفاقاتها ومع هذ الكم الهائل من التوجيه وقوته والإغراء والحاجة إليه خرَج هذ الإعلام إعلاميين تميزوا ودافعو عن شرف مهنة المتاعب التي استبيحت بتدبير مَن يخاف نور أحرفها ومَن يخشى دوي صوتها مِمن يتمسك بحق غيره ويعبث بآمال الآخرين لكن سماء الوطن أمطرت مداد وهّاجا وتحمل سدنته الأوفياء حمل مشعل تأدية الرسالة ورغم علو كعب بعض المتسللين فان المهنة ستظل تدفع البلاء وتنشر الحق للجميع وسيدخل كل القراصنة كهوفهم فالحق باق والتوسل والاستجداء صفات مرفوضة وتبريرها غير مقبول ولا يليق بأحرار النفوس ولن يستمر إن نحن حاربناه ونبذناه وأوقفنا المجاملة وصرّحنا بضرورة توبة من ينوي المواصلة وأقررنا إعلان شرف يضبط سلوكنا ويوجه منافستنا ويفرض احترامنا واحترام جهودنا ويلزم السلطة والنظام بمتابعة تقاريرنا والتأكد من صدقيه أنبائنا والاحتفاظ بترتيب جدية أدائنا من لدن هيأة مستقلة تنشأ بيننا تهتم بتنقيط مساهماتنا انطلاقا من مبدأ الحياد والدقة والموضوعية والنزاهة ومعاقبة كل من يتكسب بالخبر أو يغطي به عن فشل ، فحق الجميع تحميه سواعد أهل الخير ومن يسترق السمع يًرصد له شهاب ثاقب يضيء كل مغارة يحاول الاختباء داخلها ، فهل فرسان المهنة أدركوا أن التغيير ضروري لتجسيد صورتهم البادئة التَشكل وهل الأخذ بسِير شرفاء المهنة مهما حلك حال الوطن إلا مطلب ودليل نضج نخرج به كلنا من دوائر الاتهام إلى مساحات الضوء الشاسع الممتد من حصاد نضال الجميع في الوطن وفي العالم اجمع .
إن استمرار التخلي عن المسؤولية المهنية والمنافسة السلبية والتهافت على الكسب مهما كان وجهه مسمار يدق كل يوم في النعش الذي تريد له قوى الظلام ان يظل على الأكتاف حتى يُدفن صوت الحق تحت أصوات الافتراء ، لكن حينما تتحد الجهود وتتضافر من اجل خلق صمام الأمان المميز لخصوصيتنا الثقافية ولتنوعنا الاجتماعي والمتمسك بضوابط المهنة المتفق عليها عالميا ننجوا من الاندثار ونوقف الانهيار ونعطي للحق جهده ونوزع نور الاطلاع المهني النزيه على الشعب ونحمي فعلا شجرة الوطن الوارفة ، وسيأكل الكل من عرق جبينه بكبرياء الأحرار ، لا بتوسل الجبناء فلقد سامنا العوز خسفا وشوهنا الصورة حتى كادت أن تخرج من إطارها ومنحنا للأنظمة حق تصنيفنا ونزعنا ثقة الشعب والنُّخب منا؛ فلنبادر فالكون يدخل مرحلة جديدة والوطن جزء من هذه المنظومة التي تفيق رويد رويدا من سباتها الطويل المفروض واستمرار التغيير يجب أن يكون إلى الأحسن دائما أما التقهقر فالقضاء عليه في رفضه .تتحمل الدولة المسؤولية الأخلاقية في إهمال القطاع منذ النشأة بل إنها أحيانا وخلال مراحل عديدة شنت حربها الضروس وكممت الأفواه وحرمت آخرين حقهم لأنهم باختصار شديد صوت نشاز فالسرب يردد تغريدته بانتظام ومن يفعل غير ذالك يخلد في الحضيض مهانا لكن التطور السريع افرغ العديد من أساطير الأنظمة من مفعولها ووصلت قيادات فضلت عدم المواجهة وإتاحة الفرصة كي نثبت جدارتنا وأحقيتنا بحمل لواء السلطة الرابعة الوطنية المعتمدة على معيار الجدية والمهنية والحياد والصدق والوحيدة الولاء للوطن فقط فعلى الجميع أن يحمي المكاسب ويتحمل الأمانة وإلا فإنهم غد يخترعون أساطير جديدة ستكلفنا المزيد من النضال والضحايا والانقسام ٠