الدرب العربي تستضيف المنافق السياسي.
- الدرب العربي :السيد المنافق السياسي ، حبذا لو قدمت تعريفا موجزا لك؟
- المنافق السياسي : أنا صفة وأسلوب عمل ، وأنا قيمة عابرة للأخلاق.
- الدرب العربي: (مقاطعة) ولكن الرأي العام يتحدث عنك بسلبية أكثر من سلبيات الحياة الأخرى ؟
- المنافق السياسي:هذا صحيح.. ولكن السبب في ذلك أني ربما أنا الوحيد الذي لا يستطيع لعب دوره إلا علنا وبأعلى صوت وفي أوسع جمهور . فإذا لم أفعل هكذا، لما أمكنني انجاز رغباتي ومصالحي .
- الدرب العربي : هل هناك فرق بين المنافق السياسي في موريتانيا وإخوانه في المجتمعات الأخرى ؟
- المنافق السياسي: قبل ذلك لابد أن ننطلق من مسلمة أن أي مشروع للمنافق السياسي لابد له من أرضية اجتماعية و تربة أخلاقية و بيئة مناسبة له .فالأرضية المناسبة تكمن في انتشار الامية و تفشي الفقر. و التربة الأخلاقية تكمن في خلخلة الأخلاق و انحطاط التعليم و غياب التوجيه .أما البيئة المناسبة فهي أنظمة الاستبداد و استخدامها لأجهزة السلطة ومنافعها لإكراه الناس على مداراة الحاكم
- الدرب العربي : ولكنك لم تذكر الفرق ؟
- المنافق السياسي: الفرق بيني وبين إخوتي في الدول الأخرى يبقى في حدود الدرجة و اختلاف صيغ التعبير .ففي دول الاستبداد التي لا توجد فيها الأمية و الجوع، فالنفاق السياسي ينتشر في أوساط النخبة .أما في الدول المتخلفة فالنفاق تستوي فيه النخبة و الرعاع على حد سوى .
- الدرب العربي :ومع ذلك تبقى (المنافق السياسي )أحط قيمة انسانية و أرذل أسلوب للحياة .
نقلا عن من مجلة الدرب العربي عدد مايو الصادرة عن حزب البعث العربي الاشتراكي - القطر الموريتاني