يبدو أن السياسة التونسية لا تزال فوضوية ومحيرة، وهو ما أكدته نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت في هذا البلد قبل يومين، ولئن كانت حركة النهضة قد أعلنت فوزها في هذا الاقتراع فإن ذلك الفوز مرير للغاية، حسب ما جاء في صحف ومواقع إخبارية فرنسية.
فنتائج انتخابات الأحد 6 أكتوبر/تشرين الأول الحالي لا تبشر ببزوغ أغلبية يعتمد عليها الرئيس القادم للحكومة، في ظل برلمان مجزأ أيما تجزئة.
صحيح أنه خلال الأعوام الثمانية الماضية ظل التعايش بين أهم الكتل السياسية هو سيد الموقف، لكن هذه هي المرة الأولى التي لم يقترب فيها أي حزب من الحصول على 109 نواب اللازمين لتشكيل الحكومة، حسب موقع ميديا بارت.
الموقع استبعد أي توافق بين النهضة والحزب الذي حل ثانيا في هذه الانتخابات "قلب تونس" الذي اتهم رئيسه نبيل قروي في رسالة بعثها من سجنه النهضة بأنها دمرت البلد وانتهجت سياسة المغالطة والتضليل، وفي المقابل من الصعب تصور تحالف النهضة مع حزب تتهم رئيسه بالفساد.
وهذا هو ربما ما دفع صحيفة لوفيغارو إلى وصف فوز النهضة بأكبر عدد من مقاعد البرلمان، بأنه "هدية مسمومة".
وقد أكد الكاتب في هذه الصحيفة تيري بورت في مقال له تحت عنوان "تونس.. الفوز المرير جدا للنهضة"، أن هذا الحزب الذي حل أولا في الانتخابات سيجد صعوبة كبيرة في الحصول على تأييد 109 نواب لتشكيل أغلبية برلمانية خلال الفترة القانونية المحددة بشهرين من إعلان النتائج رسميا.
فالنهضة التي لن تقترب من الحصول وحدها على العدد الضروري لضمان الأغلبية البرلمانية، وستضطر للدخول في مفاوضات صعبة للغاية قد تتحول في بعض مراحلها إلى ما يشبه جلد الذات، وفقا للكاتب.
وحذرت الصحيفة من أن تشهد تونس في الأسابيع المقبلة حالة من عدم الاستقرار السياسي، من شأنها أن تزيد من حدة الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها البلد.
المصدر : ميديابارت,لوفيغارو